
في منظر بديع فوق أعالي جبال محافظة المندق امتزجت السحب مع أشجار غابة "متنزه الخلب" المطل على الأودية العميقة، لتتشكل واحة طبيعية خلابة تجذب عشاق الطبيعة وهواة الرحلات على مدار العام.
ويسهم "متنزه الخلب" شمال المحافظة في تعزيز السياحة، وجذب الزائرين، ويشهد إقبالًا كبيرًا من العائلات والشباب، الذين استمتعوا بجلسات الهواء الطلق، والمشي بين الممرات الطبيعية، وسط تساقط الأمطار التي تتخللها لحظات ضبابية تضفي سحرًا خاصًا على المشهد.
وأوضح رئيس بلدية محافظة المندق المهندس موسى بن فيحان الزهراني لـ"واس" أن الخلب تبلغ مساحته الإجمالية 91.914 مترًا مربعًا، فيما بلغ عدد المواقع الاستثمارية الدائمة والمؤقتة 35 موقعًا، ومساحة المسطحات الخضراء 4000 متر مربع، ويتوفر بالمتنزه دورات مياه ومصلى وألعاب للأطفال عامة, إضافة للمرافق المتوفرة بالمواقع المستثمرة، وممشى على امتداد يزيد على ٦٠٠ متر طولي يتوفر بها مرافق ترفيهية رياضية متكاملة، ويُعد من المبادرات النوعية الموجهة لتعزيز أسلوب الحياة، ويعمل على تشجيع المجتمع على ممارسة المشي، وتسهم في تعزيز الصحة العامة وتشجيع الأنشطة الرياضية المجتمعية بالمنطقة.
وأفاد بأن متنزه الخلب يحتوي عددًا من المواقع السياحية والترفيهية منها سيدة السحاب التي تقع على مساحة تتجاوز الـ29 ألف متر مربع في أعلى قمة بمتنزه الخلب بمحافظة المندق، الذي جاءت فكرته وفق طابع معماري مميز يتناسب مع طبيعة المحافظة، وصمم بشكل دائري، تتنوع فيه الإطلالات من جميع الجوانب، وحديقة الفراشة الترفيهية، وفندق الأرين روتانا والقرية التراثية بحديقة المبرد، وحديقة الرج التي أُنشئت على سفح جبل متنزه الخلب بإطلالة تمنح الزائر والسائح صورة بانورامية للمحافظة وأوديتها وجسورها المعلقة، استوحت تصاميمها من وحي طبيعة المحافظة، لتشكل إضافة في سلسلة المواقع السياحية المميزة على مستوى منطقة الباحة.
وبيّن رئيس بلدية المندق أن حديقة البرج تقدر مساحتها حوالي 11.000 متر مربع تقريبًا، وتتكون من برج يطل على المحافظة مكون من سبعة أدوار يضم صالات طعام وصالات ضيافة، إضافة إلى وجود 30 جلسة مصممة ومطرزة بديكورات مستوحاة من طبيعة المحافظة بطابع يعطي للأسرة خصوصيتها، بالإضافة إلى مسطحات خضراء، وممرات وشلالات مائية.
وأشار إلى أنه يتوسط الحديقة الكهف الاصطناعي مستوحى من طبيعة المحافظة وهو مكون من دورين بداخله جلسات متعددة، إضافة إلى سطح الكهف الذي يطل على كامل الحديقة، ويوجد مسرح يتسع لأكثر من 300 شخص، والعديد من المرافق الأخرى التي تلبي راحة الزائر.
وتعيش محافظة المندق شمال شرق منطقة الباحة هذه الأيام أجواءً صيفية مميزة، وامتزجت خضرة الجبال وبهاء الطبيعة بزخات المطر المنعشة ودرجات الحرارة المعتدلة، لتصنع مشهدًا فريدًا يضاهي أجمل الوجهات السياحية الجبلية، إذ تُعد هذه الأجواء الماطرة، المصحوبة بعبق الأرض ورائحة الأشجار بعد المطر، جعلت من المندق محطة جذب رئيسة لزوار والمصطافين من مختلف مناطق المملكة وخارجها.
وتحتضن محافظة المندق خلال صيف هذا العام فعاليات للقرى التراثية والمزارع الريفية التي أصبحت وجهة سياحية للكثير من السياح وزوار المنطقة، وحظيت تلك المزارع باهتمام أصحابها وإعادة تأهيليها لتكون وجهة سياحية تجسد هوية منطقة الباحة الزراعية والسياحية، والفعاليات، والأنشطة الترفيهية تناسب جميع الأعمار، وعروض للفنون الشعبية وفعاليات زراعية وريفية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت محافظة المندق مؤخرًا مدينة صحية عالمية، وجاء ذلك بعد أن استوفت جميع المعايير لما تتمتع به من طبيعة ومساحات خضراء، إضافة إلى ما تقدمه البلدية من جهود في المحافظة على مقدراتها وتنميتها.