تسير الإعدادات على قدم وساق لإبحار "أيقونة البحار"، أكبر سفينة سياحية في التاريخ، حسب ما نشرته الشركة المالكة، والتي من المقرر أن تبحر للمرة الأولى في يناير 2024 من حوض سفن توركو الفنلندية.
وتبدو السفينة التي طلبتها شركة النقل البحري "رويال كاريبيان" كأنها بلدة صغيرة، إذ تضم سبعة مسابح ومتنزّهاً ومتاجر وحلبة تزلّج على الجليد.
ويمكن لـ"أيقونة البحار" التي قد تصل حمولتها الإجمالية إلى 250 ألفاً و800 طن، أي خمس مرات حجم حمولة سفينة "تايتانيك"، أن تنقل قرابة عشرة آلاف شخص، وهو عدد سكان ما يقارب من 50 قرية أوروبية صغيرة.
وستجوب قريباً البحر الكاريبي منطلقة من ميامي، فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة بناء السفن "ماير توركو"، تيم ماير إن "هذه السفينة هي حتى الآن، وفقاً لمعلوماتنا، أكبر سفينة سياحية في العالم".
ويقف الخبراء مشدوهين أمام هذه الهندسة المتطورة لذلك المعلم السياحي العائم.
وبحسب الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، ستتجاوز أعداد الركّاب في العام 2023 مستويات ما قبل الجائحة.
وتمتلك الشركة طلباً لسفينتين أخريين بالحجم نفسه، وقالت كونستانس دييكسترا، المتخصصة في النقل البحري في منظمة "تراسبورت أند إنفارومنت" غير الحكومية: "إذا اتبعنا ذلك المنطق، فسنقوم ببناء سفن رحلات بحرية أكبر، لكن بأعداد أقل".
وأضافت: "لكنّ الحال ليست كذلك. نشهد عدداً متزايداً من السفن، وهي أكبر من أي وقت مضى".
وفيما تتّخذ السفن السياحية الحديثة تدابير لتخفيف الانبعاثات عبر التقنية، فمثلاً تعمل "أيقونة البحار" بالغاز الطبيعي المسال، فإن الناشطين البيئيين ليسوا مقتنعين، حيث قالت الناشطة دييكسترا، إن انبعاثات هذا الغاز أقل من انبعاثات الوقود البحري التقليدي، لكن "لديه تبعات وخيمة على المناخ بسبب تسرّب الميثان الناجم عنه.
وقالت دييكسترا "المشكلة هي أنه باستخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود بحري، نحن نشجّع نمو صناعة الغاز".
كذلك، تطرح تحديات أخرى مع تزايد السفن الكبيرة، مثل: اكتظاظ الموانئ، وعدم وجود بنى تحتية جاهزة للتعامل مع الحشود.