هي سلسلة جبلية شاهقة، وهي الأعلى في شمال قارة أفريقيا، إذ ترتفع نحو 4167 متراً فوق سطح البحر، ويُطلق على أعلى قمّةٍ فيها اسم جبل توبقال، وتمتدّ هذه السلسلة في عدة دول تشمل الجزائر وتونس والمغرب، حيث يصل امتدادها إلى نحو 12 الف كم، وأخذ اسمها من اسم المحيط الأطلنطي الذي تطل عليه بمسافات كبيرة، كما أن الجزء الأكبر يقع في المغرب، لذا لقب المنتخب المغربي لكرة القدم بلقب "أسود الاطلس"، فتعود تلك التسمية إلى وجود نوع من الأسود النادرة التي عاشت بجبال الأطلس حتى نهاية القرن العشرين ولكنها انقرضت الآن.
والمنتخب المغربي حديث العالم أجمع لما حققه من انتصارات كروية مدية بإقصائه أقوى منتخبات كروية في العالم، آخرها البرتغال في مباراة دور الثمانية وصعوده إلى مباراة نصف النهائي لأول مرة أفريقيا وعربيًا.
ولا يطلق لقب الأسود فقط على المنتخب المغربي، بل يطلق على العديد من منتخبات إفريقيا، مثل الكاميرون والسنغال وليبيريا، التي تعتبر من أقوى المنتخبات الأفريقية
ففي الكاميرون يطلقون على منتخبهم اسم "الأسود غير المروضة"، في دلالة على أنه لا أحد باستطاعته الوقوف أمامهم، وفي السنغال "أسود التيرانغا"، وأصوله تعود إلى مجموعة "الولوف"، وهي مجموعة عرقية تتواجد في غرب إفريقيا.
تتميز الجبال الأطلسية بكونها ذات طرق وعرة تجعل من الصعب الوصول إلى تسلقها، تمتد جبال الأطلس من المغرب وحتى تونس، مرورًا بالجزائر. أما سكانها فهم مزيج من العرب والأمازيغ، تعد هذه الجبال تحفة طبيعية، حيث القمم العالية وغابات الأرز والنباتات الأخرى المختلفة، وتشكل مشهدًا طبيعيًا وفضاءً حيويا غنيًا بالعناصر النباتية والمعدنية والحيوانية.
وتفيد الدراسات بأن الأطلس الغربي كان أسبق بالتشكل، وهو امتداد لسلسلة جبال سييرانيفادا الإسبانية، قبل أن تنفصل القارة الأوروبية والإفريقية، بينما جاء تكون الأطلس الشرقي مترافقًا ومتزامنًا مع تكوّن جبال الألب الأوروبية.
تنقسم سلسلة جبال الأطلس إلى مجموعة مقاطع جبلية شبه مستقلة، تشمل الأطلس المتوسط الذي يقع في شمال وسط المغرب، والأطلس الكبير الذي يقع وسط المغرب والأطلس الصغير الذي يقع فى جنوب المغرب، والأطلس الصحراوي الذي يقع في الجزائر، ثم الأطلس التلي الذي يوجد بين الجزائر وتونس.
تنعم جبال الأطلس بعالم غني من الحياة البرية والغطاء النباتي والثروات المعدنية، فضلاً عن احتضانه لحضارات بشرية جسدها أساسًا السكان الأمازيغ، وضمت هذه السلسلة العديد من الأصناف الحيوانية النادرة والغابات الكثيفة.
كما يحتوي على موارد طبيعية كبيرة، مثل خام الحديد والرصاص والنحاس والفضة والزئبق والملح الصخري والفوسفات والغاز الطبيعي.
تمتاز جبال الأطلس التي تمتد على مساحة تناهز 750000 كيلومتر مربع بكثافة المجال الغابي الذي يشكل قرابة 12.6% من المساحة، ويكتسي هذا المجال طابعًا متوسطيًا بحيث تسود أشجار السنديان الأخضر والفلين والسرو والصنوبر والأرز في الجبال العالية، تليها أشجار الطوية والعرعر والزيتون البري واللوز والتين ثم الحلفاء والأزهار مثل الزنبق والأقحوان.
فقدت جبال الأطلس جزءًا كبيرًا من ثروتها الحيوانية التي ظلت تختزنها لحقب طويلة، فقد انقرض أسد الأطلس الشهير واختفت الفيلة وتناقصت أعداد النمور والغزلان، بينما ما زالت تنتشر أنواع من الطيور والوحوش، وعمدت السلطات في منطقة جبال الأطلس إلى إقامة بعض المحميات لإنقاذ هذه الثروات.
ويتوافد عشاق الرياضات الجبلية والراغبون في التمتع بمناظر الثلوج على القمم العليا، خصوصًا في المغرب في ضواحي إفران في الأطلس المتوسط ومراكش في الأطلس الكبير.