
في الوقت الذي تشهد فيه مناطق المملكة حراكًا سياحيًا نشِطًا خلال موسم الصيف، تبرز منطقة القصيم كإحدى الوجهات الواعدة، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتوسط الذي يربطها بعدد من المناطق الرئيسية، إلى جانب بنية تحتية متطورة تشمل شبكة طرق حديثة، وفنادق، وشققًا مخدومة، ومطارًا دوليًا، مما أسهم في جذب الزوار والمستثمرين على حدٍ سواء.
وخلال فترة الإجازة الحالية، تواصل القصيم تقديم فعاليات ومهرجانات متنوعة تعزز من مكانتها في مجال السياحة الريفية، وهو القطاع الذي أولاه أمير المنطقة، صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، اهتمامًا بالغًا، إيمانًا منه بدوره المحوري في تنمية الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن بين أبرز المبادرات التي أطلقها أمير المنطقة "جائزة السياحة الريفية"، والتي تهدف إلى خلق مشاريع نوعية تستثمر المزارع القديمة وتحولها إلى نُزل ومزارات عائلية ووجهات سياحية تجمع بين الترفيه والهوية، وتُسهم في ربط الجيل الجديد بجذوره التاريخية.
المزارع القديمة في القصيم لم تعد مجرد أطلال أو ذكريات من الماضي، بل أصبحت مراكز نابضة بالحياة، يزينها النخيل وتستعيد بها المنطقة تراثها الزراعي، في مشهد يُجسّد القيم البيئية ويعزز مكانة القصيم كمنطقة عُرفت بعراقتها الزراعية.
اليوم، لم تعد القصيم مجرد نقطة عبور، بل أصبحت وجهة سياحية متكاملة على خارطة الوطن، تفتح أبوابها للزوار بخيارات متنوعة من التجارب الريفية الفريدة، وترحب بالمستثمرين الراغبين في دخول قطاع واعد يجمع بين البساطة والجمال.