
يواصل قطاع السفر والسياحة العالمي تحقيق معدلات نمو متسارعة، فيما تبرز المملكة العربية السعودية كإحدى أبرز القوى السياحية الصاعدة على الساحة الدولية. وبفضل مشروعاتها الضخمة واستثماراتها الهائلة في البنية التحتية، ترسخ المملكة مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة، مدفوعة باستراتيجيات طموحة تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.
وتُعد منطقة الشرق الأوسط من أسرع مناطق العالم نموًا في قطاع السياحة، حيث تتصدر السعودية هذا الحراك عبر خططها لتوسيع المطارات وتطوير الفنادق الفاخرة، إلى جانب إنشاء محطات متقدمة للرحلات البحرية. هذه الجهود تعكس ثقة طويلة الأمد في قدرة المملكة على أن تصبح مركزًا محوريًا يستقطب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، خصوصًا مع تنامي أعداد الحجاج والمعتمرين.
وأشار المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) إلى أن هذه الطفرة تعزز مكانة السعودية ليس فقط إقليميًا بل عالميًا، إذ تسهم استثماراتها في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز دوره في الناتج المحلي الإجمالي. ومع تزايد إنفاق الزوار الدوليين وتنامي الفعاليات السياحية والترفيهية، تؤكد المملكة قدرتها على الجمع بين التنمية الاقتصادية والابتكار في الخدمات السياحية.
وعلى المستوى الدولي، سلطت تقارير المجلس الضوء على المشهد السياحي المتنوع، حيث تواصل الولايات المتحدة تصدرها كأكبر سوق للسياحة في العالم بإجمالي إسهامات بلغت 2.6 تريليون دولار في 2024. فيما حققت الصين قفزة نوعية بإسهامات بلغت 1.64 تريليون دولار مع توقعات بزيادة 22.7% في 2025، بما يعكس تعافيها السريع ودورها في تشكيل اتجاهات السفر المستقبلية. أما أوروبا، فقد عززت مكانتها بعودة القمة العالمية للسفر والسياحة إليها، ورسخت إيطاليا دورها كوجهة رئيسية باستضافتها القمة وتوسيع استثماراتها في السياحة المستدامة.
وبينما تستعرض الدول الكبرى قدراتها، تواصل السعودية تعزيز حضورها بفضل مشروعات استراتيجية كبرى تشمل تطوير وجهات سياحية وتوسيع شبكات النقل، إلى جانب استثمارات في قطاعات الضيافة والترفيه. هذا التوجه يعزز ثقة المستثمرين الدوليين في السوق السعودي، ويدعم مكانة المملكة كأحد المحركات الرئيسية لنمو السياحة العالمية خلال العقد المقبل.
ويؤكد خبراء أن استمرار هذه الجهود سيجعل المملكة لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل السياحة، ليس فقط عبر استقطاب الأعداد المتزايدة من الزوار، بل أيضًا من خلال مساهمتها في التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة، ما يعزز موقعها كركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي للسفر والسياحة.