

يشكّل نزيف الأنف (الرعاف) عند الأطفال أحد أكثر الحالات شيوعًا التي تقلق الأهل أثناء السفر، خصوصًا في الرحلات الجوية أو عند الانتقال إلى مناطق ذات مناخ جاف. وبينما يبدو المشهد مفزعًا في بعض الأحيان، يؤكد البروفيسور مجدي سلامة، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في الرياض، أن أغلب حالات نزيف الأنف لدى الأطفال تكون بسيطة وعابرة، ولا تستدعي القلق أو الهلع.
وأوضح د. سلامة أن النزيف يكثر في الفئة العمرية ما بين 3 إلى 10 سنوات، وغالبًا ما يكون نتيجة جفاف الأغشية الأنفية بسبب التعرض للمكيفات أو الهواء الجاف في الطائرة، إضافة إلى العبث المتكرر بالأنف أو تنظيفه بعنف. كما يمكن أن ينتج عن نزلات البرد أو الحساسية الأنفية المزمنة، مشيرًا إلى أن الحالات النادرة فقط ترتبط بمشكلات في تجلط الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو تشوه الأوعية الدموية.
وعن كيفية التعامل مع النزيف، يوصي الدكتور بضرورة إبقاء الطفل جالسًا وإمالة رأسه قليلًا إلى الأمام لتجنب ابتلاع الدم، مع الضغط على الجزء الطري من الأنف لمدة لا تقل عن عشر دقائق متواصلة، ووضع كمادات باردة على الوجه للمساعدة في انقباض الأوعية الدموية. كما شدد على أهمية تهدئة الطفل وعدم إشعاره بالخوف، لأن التوتر قد يزيد من تدفق الدم.
ويضيف د. سلامة أن زيارة الطبيب تصبح ضرورية في الحالات التالية:
تكرار النزيف أكثر من مرتين أسبوعيًا.
استمرار النزيف لأكثر من 15 دقيقة رغم الضغط المباشر.
ملاحظة كدمات غير مبررة أو نزيف من أماكن أخرى.
أو عند تناول الطفل لأدوية تؤثر على سيولة الدم.
وللوقاية من الرعاف خلال السفر أو الإقامة في أجواء جافة، ينصح باستخدام محلول ملحي لترطيب الأنف بانتظام، وتجنب التدفئة أو التكييف المباشر، إضافة إلى تقليم أظافر الطفل لمنع العبث داخل الأنف، ومراجعة الطبيب في حال وجود انسداد أو أعراض تحسسية مزمنة.
ويختتم د. سلامة حديثه بالتأكيد على أن نزيف الأنف عند الأطفال نادرًا ما يكون خطيرًا، لكن الانتباه والمتابعة اليومية من الأهل، خاصة أثناء السفر، كفيلان بتجنّب المضاعفات والاطمئنان على صحة الصغار.