رمضان عام 800 .. المسلمون بين "برقوق والطوفان الأعرج" وحرائق الحرم ومصطبة الأقصى

"سبق" تعود بانفرادها "سلسلة كل مائة عام"
رمضان عام 800 .. المسلمون بين "برقوق والطوفان الأعرج" وحرائق الحرم ومصطبة الأقصى
تم النشر في

تعود مجددًا "سبق" في الشهر الفضيل في سلسلة "رمضان كل مائة عام"، وقد توقّفنا في العام الماضي عند عام 700 هجرية وأحداثه الجسام، ونبدأ من جديد فنعود إلى عام 800 هجرية الذي يوافق العام الميلادي 1398-1399؛ لتنقل للقرّاء في تجربة مثيرة وشيّقة كيف كان رمضان في عام 800 هجرية؟ وكيف كانت أحوال المسلمين في هذا الشهر وهذا العام؟.

كانت الدولة العباسية في نهايتها بسبب ضعفها الشديد وانقسام بلاد المسلمين إلى دُوَيْلات كانت أقواها الدولة المملوكية في مصر، التي كان يحكمها السلطان الأشرف برقوق الذي أُصيب بمرض شديد في رمضان عام 800، وكانت الخلافة حينئذ للخليفة العباسي ببغداد، وعلى الجانب الآخر كان السلطان الأعرج "تيمورلنك" يجول ويصول في البلاد؛ حيث فتح دلهي شرقًا ووصل إلى مشارف الصين في نهاية الشهر الكريم، ولم يهتم تيمورلنك بالأحوال الاجتماعية مطلقًا، ولم يوقف غزواته في شهر رمضان، وكان مولَعًا بالقتل وفتح المدن والسيطرة عليها حتى أُطلق عليه: "الطوفان الأعرج".

أما السلطان في مصر، والذي لُقّب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق، فكان مؤسس دولة السلطنة الشركسية في مصر، التي استمرت حتى عام 1517م، وسيطرت على الحجاز والشام وجزءٍ من العراق وشمال أفريقيا، سمِّي "برقوق" لنتوءٍ في عينيه، ويصفه صاحب (شذرات الذهب) بأنه كان أعظم ملوك الشراكسة بلا منازع.

ظهور الأرز باللبن لأول مرة في موائد الحكّام:

أول من زرع الأرز هم الصينيون قبل الميلاد، حتى نقله المغول في فتوحاتهم بالمشرق، وظهر الأرز كوجبة غذائية مستوردة في بلاد القوقاز، ومنها إلى بلاد الترك ثم الشام ثم مصر، واستطاع المماليك أن يضيفوا اللبن والسكر على الأرز، وظهر كوجبة حلوى على موائد الشراكسة في مصر في رمضان 800 هجرية، ولكن لم تنتشر بين العامة.

حرائق المسجد الحرام:

وفي إثناء مرضه بشهر رمضان أوصى السلطان برقوق ابنه "فرج بالتأكد" من صحة المعلومات القادمة من الحرم الشريف بتعرضه للحرائق، وأوصاه بإرسال كل ما يحتاجه الحرم. وقد أتمّ السلطان فرج بن برقوق وصية أبيه فأرسل العمّال والبُناة لتعمير المسجد الحرام.

بناء أول مصطبة في بيت المقدس:

أمر السلطان برقوق بإنشاء أول مصطبة في المسجد الأقصى لتوزيع المياه والطعام على المصلّين في رمضان، وتسمى: "مصطبة البصيري" التي تقع شرقي باب الناظر، ولها محراب يحيط به عمودان رخاميان صغيران جميلان يسمى "محراب جركس "، وهما باقيان حتى الآن في محيط المسجد الأقصى بفلسطين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org