تستكمل "سبق" سلسلة مدن مفقودة في التاريخ وها هي ﻣﺪﻳﻨﺔ هيلاك الأسطورية ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ التي أنشئت منذ ما يقارب 5 آلاف عام وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﺼﺐ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ جزيرة ﺑﻴﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ اليونانية وفي أوج ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ 12 ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ وبسبب ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍلإﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌد ﻣﺮﻛﺰًﺍ ﺣﻀﺎﺭﻳًﺎ ودينيًا واقتصاديًا مهمًا، وكان معبودهم الذي يسمى بوسايدون هو راعي هذه المدينة ، وهو مسؤول عن ﺍﻟﺒﺤﺮ والزلازل والخيول.
كان سكانها يعيشون في رغد مذهل وكانت بيوت الأمراء تُبنى جدرانها من رقائق الذهب الذي أخذوه من مصر وكانت مدنهم لها طرقات وتفننوا في صناعة الأسلحة والسيوف.
وتروي كتب التاريخ أن هذه ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ أُبيدت ﻓﻲ أﺣﺪ أيام ﺷﺘﺎﺀ ﺳﻨﺔ 373 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ وسجل الناس ﺑﻌﺾ العلامات ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ هلاك ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ظهور أعمدة ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺐ وهروب الحيوانات ﺟﻤﺎﻋﻴًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ وذلك قبل عدة أيام من وقوع الكارثة، حيث ضرب شبه الجزيرة زلزال هائل تبعه موجة ضخمة من الأمواج الهائلة دمرت ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ تمامًا.
وعندما جاءت السفن لإنقاذ الناجين لم يجدوا أﺣﺪًﺍ بل لم يجدوا المدينة نفسها وبهذا ضاع موقع مدينة ولم تكتشف مجددًا إلا في سنة 2001 ولقد ﺗﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺪﻣﺎﺭ ﻤﺎ ﺃﻛﺪ أﻥ ﻫذه ﺍلأﻃﻼﻝ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻴﻼﻙ اليونانية المفقودة.