ضمن سلسلة المدن المفقودة في العالم التي اختفت بعد أثر، وكان لها تأثير كبير في حضارات العالم، تأتي "هفاليسي" أكبر مستوطنة للفايكنج في غرينلاند بأقصى شمال الأرض، ويبلغ سكانها نحو 4000 نسمة، استقروا فيها منذ نحو ألف عام.
وتوجد بالمدينة المفقودة آثار كثيرة، مثل بيت الكنيسة الحجرية التي تم بناؤها من قِبل عائلة إريك الأحمر، الملك الذي أسس أول مستوطنة نوردية في غرينلاند. كما توجد قاعتان حجريتان و14 منزلاً بالأحجار الضخمة، أُطلق عليها اسم نورسمان أو نورثمان، وهم أعضاء محاربون في اسكندنافيا، دهموا واستعمروا مناطق واسعة من أوروبا، وقاموا بالتأثير العميق على التاريخ الأوروبي، ومن المرجح أنهم المحاربون القدامى من الدنماركيين والنرويجيين والسويديين الذين شنوا غاراتهم بسبب أعدادهم الكبيرة.
وكان الفايكنج يستولون على الأراضي والقبائل والعشائر وخادميهم، وكان الاسكندنافيون مزارعين مستقلين في وطنهم، ولكنهم نهابون ومغيرون في البحر. وخلال فترة الفايكنج كانت الدول الاسكندنافية تمتلك فائضًا من القوى العاملة، وقادة أقوياء، يستطيعون تنظيم مجموعات من المحاربين في عصابات للغزو وجيوش وجماعات مسلحة، وكانت العصابات تتناوب على البحار، وتقوم بعمليات مداهمة على المدن وعلى البلدان على طول السواحل الأوروبية، وأطلق عليهم فيكنغر، وهي تعني باللغات الاسكندنافية الأولى "القراصنة".
عصر الفايكنج هو الفترة الأقرب من الغارات المسجلة في عام 790 حتى الغزو النورماندي لإنجلترا في عام 1066م، وهو المعروف باسم عصر الفايكنج للتاريخ الاسكندنافي، وكانوا ينحدرون من الدنماركيين والنرويجيين، ولا زال يشار إليهم باسم نوردمان.
والفايكنج دانيلا هو اسم قديم، كان يطلق على جزء من إنجلترا، وتم إعطاؤهم السيادة على مناطق في شمال فرنسا. وواصل الفايكنج تأثيرهم على شمال أوروبا، وكان هارولد غودوينسون ملك الأنجلوسكسوني الأخير لإنجلترا؛ إذ قُتل في عام 1066 أثناء الغزو النورماندي، وكان الكثير من ملوك القرون الوسطى في النرويج والدنمارك متزوجين من العائلات الإنجليزية حتى وصل طوفان بحري هائل، وأزال هفاليسي؛ وفُقدت المدينة التي كانت تمتلئ بالثعالب القطبية المخيفة ودماء الضحايا.