تسارعت الإجراءات والقرارات في جميع أنحاء العالم جراء تفشي فيروس الكورونا، وجاءت تبعات هذه الإجراءات لتمس بشكل مباشر قطاع السياحة والسفر والذي منعته أكثر من 80 دولة حتى الآن، وحسب مجلس السفر العالمي فإن التأثيرات وصلت إلى نحو 50 مليون وظيفة، وقالت غلوريا غيفارا الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة إن تفشي كورونا "يمثل تهديداً خطيراً لصناعة السفر والسياحة".
إجراءات متعددة
قامت "سبق" باستطلاع رأي حول التداعيات المتوالية، وهل اقتربت ساعة الصفر بالنسبة لقطاع السياحة العالمي والعربي والمحلي، وتعني ساعة الصفر وصول أعداد السياح القادمين إلى صفر.
يقول نايف المخزومي مدير إحدى وكالات السفر بالسعودية إن المملكة العربية السعودية قامت بضخ ما يزيد عن 50 مليار ريال لمواجهة كورونا، وهذه المواجهة تصب في أغلبها في صالح السياحة المحلية والعربية، كون قطاع السياحة هو أكثر المتضررين من انتشار فيروس كورونا، وأشار آل دغيم إلى شكه في الوصول إلى الرقم صفر في السياحة بالسعودية.
من ناحيته يؤكد لـ"سبق" بلال العرايشة، مدير شركة سياحية في عمان الأردن: لم يعد شيئًا مفتوحًا فكل المزارات الدينية والتاريخية في القدس وبيت لحم بلا زوار". وأشار العرايشة أن الأرقام الرسمية تؤكد أن قطاع السياحة في الأردن قد تم إلغاء ما يزيد عن 30% من الحجوزات، رغم أنني أتوقع الرقم أكثر بكثير، ووافق "سبق" في الوصول إلى الرقم صفر قريبًا.
في مصر أشار وزير السياحة والآثار المصري إلى حجم إلغاء الحجوزات السياحية في شهر مارس وصلت لنسبة 30%، بل تعدى ذلك إلى قول أحد أبرز مستثمري السياحة المصرية إلى قوله إن السياحة في مصر ستفقد 80% من الحجوزات الجديدة بسبب كورونا، ويعني ذلك اقتراب الرقم صفر.
ولم تسلم المغرب من اقتراب ساعة الصفر والوصول إلى الرقم صفر في أعداد السياح القادمين، فتقارير إعلامية أشارت إلى إلغاءات كبيرة في الحجوزات في القطاع السياحي، أبرزها في مدينة مراكش التي تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية المغربية.
ونشرت البي بي سي تقريرًا عن قطاع الطيران في العالم العربي كشفت فيه عن الأضرار، واصفة قطاع الطيران بأنه ليس بالأحسن حالاً من قطاع السياحة، إذ إن القطاعين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ففي ظل حالة الارتباك التي تواجهها حركة الطيران العالمي ووقف العديد من الخطوط الجوية من وإلى العديد من الدول المتأثرة باتت شركات الطيران تئن تحت وطأة الأزمة، في حين يواجه العاملون بها مستقبلاً غير واضح المعالم في ظل عدم وجود أفق واضح لانتهاء أزمة كورونا التي انعكست سلبًا على حجم حجوزات بطاقات السفر وسط حالة من الهلع من إمكانية الإصابة بالمرض خلال رحلة طيران.
ويأتي كل ذلك في ظل حديث من قبل بعض الاقتصاديين عن أن تأثيرات تفشي الفيروس ربما تجر العالم إلى حالة من الانكماش والركود الاقتصادي التي قد تزيد في وطأتها على الأزمة الاقتصادية العالمية التي واجهها العالم عام 2008، مع تباطؤ شديد في النمو الاقتصادي وإفلاس للعديد من الشركات وتفاقم في حجم البطالة في وقت يشير المختصون إلى أن العالم لم يتجاوز بعد أزمة العام 2008.