وصلت "سبق" إلى الحلقة الثالثة من حلقات "رمضان كل 100 عام" لتستعرض فيها كيف كانت طقوس رمضان في عام 300 هجرية الموافق 913 ميلادية وماذا حدث فيه.
في هذا العام احتفل المسلمون بقدوم رمضان، وكان الخليفة حينذاك أبو الفضل جعفر المقتدر بالله بن المعتضد وهو الخليفة العباسي الثامن عشر على رأس الحكم الإسلامي حتى عام 317 هجرية الموافق 932 ميلادية، تولى وعمره 13 عاماً واختل النظام كثيراً في أيامه لصغره، وكان لوالدته المسماة شغب الرومية دور كبير في تسيير شؤون البلاد وتولية الوزراء والمسؤولين.
شهد رمضان عام 300 هجرية فيضاناً كبيراً لنهر دجلة وفاض النهر وغرقت بغداد، وأمر الخليفة بنقل السكان إلى مناطق أخرى، وهلك الكثير من الناس، كما شهد ولاية الوزير عبيد بن عيسى الذي حكم بالعدل، وفي رمضان أبطل الخمور والمكوس وظهر لأول مرة الخليفة المقتدر للعامة.
وقال في خطبته في جامع مصر "اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مشركون"، وصارت حديث الناس في ربوع الخلافة وعلى موائد الأسمطة " موائد إفطار الصائم " وكشف الناس في سحور أيام رمضان حيواناً غريباً يقال له" الزيزب" يشبه الذئب، كان يظهر بالليل وقت السحور ويقفز على أسطح المنازل وينهش الأطفال والنساء، فكان الناس يتسحرون ويتبادلون الحراسة ويضربون بالطاسات ليهرب هذا الحيوان.
ويقال إن هذا الحيوان ظهر في رمضان عام 304 هجرية أيضاً كما علا أمر حرم الخليفة ونسائه، ووصل الأمر إلى أن أمرت أم المقتدر بمثل القهرمانة أن تجلس للمظالم وتنظر في رقاع الناس كل جمعة في رمضان، فكانت تجلس وتحضر القضاة والأعيان وتبرز التواقيع وعليها خطها.