ارتبط انتشار الإسلام في جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى بالسودان؛ حيث كان العرب يطلقون اسم السودان على الجزء الجنوبي، ويسمونه بالسودان الشرقي والغربي، وعلى مدار ثمانية قرون منذ فتوحات الأمويين حتى زمن المرابطين المغاربة.
وما بين الفتوحات العسكرية والتجارة، أسهم القادمون من الشمال الأفريقي من عرب وأمازيغ طيلة قرون طويلة، في نشر الإسلام، وأحدثت تغييرًا جذريًّا في صفوف تلك الشعوب الوثنية بمناطق "صونغاي" و"تمبكتو" و"غانه" و"فولو" و"كوكو"، وغيرها من المناطق التي تقع اليوم في السودان وتشاد والنيجر ومالي وموريتانيا والسنغال بالصحراء الكبرى، وحتى غانا ونيجيريا على سواحل الأطلنطي الجنوبية.
وبعد فتح المسلمين مصر وبلاد المغرب في القرن الأول الهجري/ السابع والثامن الميلادي؛ كان من أهم الأسباب التي جعلتهم مهتمين بمعرفة أحوال هذه الشعوب القاطنة في وسط أفريقيا وغربها رغم حياتها الشديدة البدائية الموغلة في الوثنية وعبادة الأصنام الغارقة في البدائية؛ خضعت لقوانين القبيلة والزعامة والعري حيث كانوا لا يرتدون شيئًا.
وعندما أرسل الأمويون جيشًا إسلاميًّا لفتح بلاد السودان "الغربي" في صدر الإسلام، وقد استقرّ جنود من هذا الجيش في بلاد غانا وحملوا الإسلام إلى أهلها، وحين أرسى الإسلام جذوره وقواعده في هذه المنطقة كان لأهلها من قبائل الفولاني والبامبرا والسوننكي الدور الأعظم في أخذ زمام الدعوة إلى الإسلام بين أبناء مناطقهم في السودان الغربي والأوسط، كما عُرفَت آنذاك، اللتين نعرفهما اليوم بـ"الصحراء الأفريقية" و"غرب أفريقيا"، وأصبحت تلك المناطق منارة للإسلام ودعوة الدخول فيه.
من العادات التي تسود شعوب غرب إفريقيا في الشهر الفضيل، تبادل الهدايا الرمزية بين الأحباب والإخوة والأصهار، من خلال السكر والزيت والأرز والتمر، والصائمون يحرصون على الاهتمام بالمساجد، بتنظيفها وترتيبها وتعطيرها؛ حيث يتم تجديد الحصر والسجاد منذ أواخر أيام شهر شعبان؛ وذلك لحرص شعب مالي على أداء الصلوات كاملة بالمسجد خلال رمضان، ويتنافس المسلمون في الصدقات للمساكين والفقراء والغرباء، والمنازل في رمضان لا تخلو من الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، والجمعيات الخيرية والأغنياء يشاركون في تنظيم الإفطار الجماعي في المساجد.