نشر المواطن السعودي "مزاحم الفايز" تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، تداولها كثير من حسابات التواصل الاجتماعي بالسعودية وغيرها؛ فتواصلت معه "سبق"، وشرح لها ما حدث بشكل تفصيلي.
وتحدث "مزاحم" قائلاً إنه قرر زيارة المجر للمرة الرابعة، ولكن هذه المرة بصحبة زوجته التي تزورها لأول مرة. وبحسب برنامج الرحلة تم زيارة العاصمة المجرية بودابست لمدة أربعة أيام، وبعدها كان البرنامج إلى فيينا العاصمة النمساوية.
وأضاف: "بعد الوصول إلى محطة القطار الرئيسية وجدنا القطار، وهو قطار نمساوي، وركبنا في الأماكن المخصصة لنا في الدرجة الأولى، وكنا بمفردنا، ولا يوجد أي شخص معنا، وتبقت نحو 10 دقائق، فوضعت الحقائب، وأعطيت زوجتي حقيبة اليد التي بها الجوازات وبطاقات الصراف وبعض العملات الأجنبية".
وتابع "الفايز": "اطمأننت على زوجتي، وذهبت لدورة المياه، وعدت خلال دقيقتين لأجد زوجتي مضطربة، فقلت لها: (إيش فيه)؟ فقالت: (دخل هنا 3 رجال ضخام الأجسام، وفتح أحدهم خريطة بودابست، وكانت كبيرة، واقترب وسألني، ولم أجاوبه، وطالبته بالابتعاد، وفي اللحظة نفسها علا صوت الرجلَين الآخرَين اللذين كانا معه، وكأنهما يتعاركان، ونظرت إليهما، وفي هذه اللحظة بدأ يتراجع الرجل الذي يحمل الخريطة، وتراجع معه الاثنان الآخران، وفي لمح البصر اختفوا".
وعندما سألتها: "أين حقيبة اليد؟ لم نجدها، وهنا أدركنا أننا تعرضنا لسرقة ممنهجة من تشكيل عصابي في القطار".
وأردف: "لم تتبقَّ إلا دقيقتان تقريبًا على تحرك القطار، فقررت النزول وإلغاء الرحلة إلى فيينا، ونزلت مباشرة من القطار، وأجلست زوجتي في استراحة، ثم استخدمت الجوال الثاني الذي كان معي، وفورًا تحدثت مع هاتف الراجحي، وأوقفت جميع البطاقات والتطبيق والهاتف المصرفي، وتجاوبوا معي بشكل سريع للغاية، ثم ذهبت إلى مركز الشرطة في محطة القطار، وأبلغتهم بالأمر".
وتابع: "بصراحة كان تصرفهم بطيئًا، وفيه عدم مبالاة؛ وقد يكون السبب هو من كثرة الحالات. ولاحظت أنهم لا يجيدون الإنجليزية، وكان ذلك عائقًا كبيرًا. وكان الضابط يقول لي: اذهب إلى الفندق. يقصد أني نسيت الحقيبة هناك".
وأضاف: "وأثناء حديثي مع الشرطة فوجئت بممثل السفارة والسائق؛ إذ أحسنت زوجتي التصرف بالاتصال بالأهل ليبلغوها برقم سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمجر، وكان الأمر كذلك، وأرسلوا لها الرقم، واتصلتْ فورًا بالسفارة، وطلبتْ المساعدة، وكان تفاعلهم مع زوجتي في قمة الرقي والفزعة، وهم لا يعرفون من نحن، ولكن تصرفوا معنا بوصفنا مواطنين في ورطة، وفزعوا فزعهتم المعتادة مع أي مواطن في مشكلة ويحتاج لمساعدة".
وواصل قائلاً: "وخلال دقائق وصل ممثل السفارة محمد عريشي، وكان يتحدث المجرية بطلاقة، وأكمل الإجراءات الرسمية، وسجلوا محضرًا بالمسروقات، ووثق المحضر من الشرطة، وأخذونا إلى الفندق، وكانت متابعة السفير ورفاقه كاملة معي بالتلفون أولاً بأول".
وقال المواطن الفايز: "تذكرت أنني مُفعِّل خاصية التتبُّع مع جهازي المسروق، وحصلت على موقعه، وذهبت مع ممثل السفارة إلى الموقع، ووجدت الجهاز مهشمًا ومحطمًا في حديقة يسكنها المشردون، ولم أجد أي شيء آخر".
وأضاف: "سكنا في فندق في بودابست، ودخلت إلى موقع وزارة الخارجية، وقمت بطلب تذكرة عبور من مطار بودابست، وأرفقت خطاب الشرطة بالحادثة، ثم وصلني بريد من وزارة الخارجية برقم الطلب، ومتابعة الأمر مع السفارة، وتم استخراج بطاقة عبور لي ولزوجتي، والحمد لله تم هذا في وقت قياسي. وكل هذا وأنا ما أكملت ٢٤ ساعة!".
ونصح المواطن جميع المواطنين عند زيارة أي دولة بتسجيل الجواز في موقع وزارة الخارجية، والحرص على ممتلكاتهم الشخصية دائمًا، وألا يثقوا بأي شخص مهما كان لطيفًا. وقال: "لا يغرنك خبرتك بالسفر وكم دولة زرت، ولتكن حريصًا وجاهزًا لأي طارئي".
وأشار إلى أن "الحوادث يمكن أن تصير في أي وقت وبدون ما تحسب لها حسابًا، ولكن حاول أن تهدأ، وتتصرف بحكمة؛ لكي تنقذ ما يمكن إنقاذه".