تحدث حوادث الطيران بشكل متكرر في العديد من المناطق في العالم، ولها العديد من الأسباب؛ منها طبيعي لا دخل للإنسان به، ومنها بسبب الأخطاء البشرية، وتعدّ المطبات الهوائية أحد أكثر أسباب الطبيعة لحوادث رحلات الطيران، وهي حالة عدم استقرار في الهواء المحيط بالطائرة قد تحدث لعدة أسباب. وتتشكل المطبات الهوائية عندما يتحرك الهواء في تيارات تشبه الأنهار، وتسمى التيارات النفاثة، وهي ممرات هوائية سريعة توجد في الارتفاعات العالية، وبخاصة بين الأماكن ذات الهواء الحار والبارد.
ويمكن للمطبّات أن تهزّ الطائرة وتحوّلها عن اتجاهها وتتسبّب في تغيير ارتفاعها، ورغم أن أغلب تلك المطبات تكون خفيفة، فإن ما يحدث منها في السحب الكبيرة، مثل السحب الركامية أو الرعدية، قد يتسبّب في مطبات متوسطة أو حادّة، ومن الممكن أن ينتج عنها في أسوأ الحالات أضرار هيكلية للطائرة، وذلك حسب شدة الرياح.
وتشير إدارة الطيران الأمريكية إلى أن إصابات المضيفات والركاب في الحوادث غير المميتة على رحلات الطيران التجارية، عادة ما تكون ناتجة عن الاضطرابات الجوية.
ووفقًا لدراسة أجراها المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي عام 2021: فإن الحوادث المرتبطة بالمطبات الهوائية في ازدياد منذ 1979. وكشفت الدراسة عن ارتفاع الاضطرابات الجوية بنسبة "55%" أثناء الرحلات الجوية، منذ العام المذكور وحتى 2020.
وعادة ما تقع تلك الاضطرابات الجوية فوق الجبال العالية والمحيطات وخط الاستواء، وعند دخول التيارات النفاثة، وفقًا للدكتور "جويدو كاريم جونيور" رئيس قسم الطيران بجامعة غريفيث، لكنه أكد إمكانية حدوث اضطرابات جوية واضحة جراء التغير المفاجئ للغاية في اتجاه الرياح.
كانت أكثر المسارات الجوية اضطرابًا في العام الماضي هو مسار الرحلة التي بين العاصمة التشيلية "سانتياغو" إلى "سانتا كروز" عاصمة بوليفيا في أمريكا اللاتينية، ومن "ألماتي" عاصمة كازاخستان إلى "بيشكيك" عاصمة قيرغيزستان، وكذلك من "لانتشو" إلى "تشنغدو" في الصين، ومن "سنتراير" إلى "سينداي" في اليابان.
أما في أوروبا فقد كان المسار من ميلانو في إيطاليا إلى جنيف في سويسرا من بين الأكثر اضطرابًا، وكذلك من "ميلانو" إلى "زيوريخ" بسويسرا، الذي جاء في المركز العاشر من حيث الاضطرابات.
وفي موازاة ذلك كانت الدول الأكثر اضطرابًا التي حلّقت فوقها الطائرات في أبريل الماضي هي: بولينيزيا، وفيجي، وباكستان، وناميبيا، وأوروغواي. وصُنف جنوب المحيط الهادئ على أنه أكثر المحيطات التي يمكن الطيران فوقها اضطرابًا.
وفي عام 2023 وقع "3047" حادثًا للطائرات التجارية على مستوى العالم، من بينها 236 حالة كان السبب فيها الطقس؛ وفق ما قاله مكتب سلامة النقل الأسترالي.
أعلنت وكالة ناسا أنها تعمل على تطوير نظام للإنذار المبكر، يعتمد على ميكروفونات مثبتة على الأرض تعمل بالموجات فوق الصوتية للكشف عن مطبات الهواء النقي على بُعد مئات الأميال.
ولكن خبراء الصناعة يحذّرون من أنّ أي أنظمة طائرات جديدة يجب أن تثبت أنها تعمل بمستوى عالٍ من الموثوقية، قبل التحقق من صحة التكنولوجيا، وهو الأمر الذي قد يستغرق سنوات من الاختبارات الصارمة.