رمضان عام 500 هجرية.. ظهرت البقلاوة ودُمرت "قلعة الكلب" وقتل الصليبيون 70 ألفاً في بلاد الشام
تستمر "سبق" في سرد الحوادث التي حدثت في رمضان كل 100 عام هجرية، ونصل إلى الحلقة الخامسة في رمضان عام 500 هجرية.
وكان الخليفة العباسي المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن عبدالله المقتدي قد تولى أمر المسلمين في عام 487 هجرية، وبَقي في الخلافة مدة 25 عاماً، وجاء رمضان عام 500 هجرية في عهده الموافق عام 1102 ميلادية.
وشهد رمضان في عام 500 هجرية أحداثاً جساماً وعادات جديدة، فكان الخليفة المستنصر بالله لين الطباع وجواداً ويفعل الخير، ويسارع إلى أعمال البر، لذلك شهد رمضان في عهده اتساعاً للأسمطة (موائد إفطار الصائم)، وظهرت أنواع من الحلوى الرومية والهندية، والتي كانت تصنع من طحين الأعشاب والسمن والعسل ورقائق الحسنة، وهي تشبه (البقلاوة).
كما كان الخليفة حسن الخط وذا علم واسع محباً للعلماء والصالحين. وأمر الخليفة بإنشاء المجمعات الدينية في رمضان وحلقات التحفيظ والذكر وانتشرت في رمضان، وأمر بغلق الحانات وأماكن اللهو في كافة الأمصار الإسلامية، ولكن لم تصف له الخلافة، بل كانت أيامه مضطربة كثيرة الحروب، وأمر بتجهيز الجيوش للقضاء على الباطنية التي تنشر الشر والقتل في أصفهان وخراسان، وسار على رأس الجيش، وقتل أحمد خان أمير سمرقند المتزندق.
قصة قلعة الكلب
استطاع الخليفة وأمراؤه هدم قلعة الكلب التي كانت الباطنية تتحصن بها، واسمها "شاه دز"، وكانت القلعة قد بناها الخليفة لأحد أمرائه الذي تتبع كلباً له، ولما وجده قابل أحد الجنود من أصل غير عربي قال: لو مكانك لاتخذت هذا المكان قلعة. فاستحسن القول وطلب من الخليفة السماح ببناء قلعة فأجابه الخليفة، وخصص ألف ألف دينار، ولكن استولى عليها الباطنية، وكانوا يقطعون الطريق ويأخذون الأموال، وقتلوا خلقاً كثيراً، وفرضوا الضرائب، إلى أن سار السلطان وحاصر القلعة أسبوعاً، وقتل الباطنية وأميرهم، ثم أمر به فشهر به في جميع البلاد وسلخ جلده، فمات وحمل رأسه إلى بغداد، وألقت زوجته بنفسها من القلعة فصرعت.
وفي رمضان بدأت سفن الصليبيين تحط رحالها على سواحل الشام وقتلوا 70 ألفاً من أهل الثغور الإسلامية، وبدأ زحفهم على بيت المقدس.