تعد أعجوبة المدن في أوروبا إذ تقبع على قمة جبل ولا يمكن الصعود إليها إلا بدرج طويل، إنها مدينة "سيفيتا دي بانيورجيو" تعد خارج التصنيفات بتاريخ عريق لمبانيها وقصورها يزيد عن 600 سنة.
منحوتة في قلب الصخور وللوصول إلى "سيفيتا" وبيوتها لابد من المرور عبر طرق جبلية برية وجسر يصل إلى الباب التاريخي القديم الذي تحتمي خلفه المدينة.
جسر يفصل بين عالم العصور الوسطى والحداثة لا تزال تنبض فيها روح القرون الوسطى بذاكرتها المنقوشة فوق وجه الأبنية والبيوت.
رغم الزلازل والجوع والحروب التي تعرضت لها تلك المنطقة في الأزمنة الغابرة إلا أنها مازالت صامدة.
ويعود تاريخ الكهوف بالمدينة إلى أكثر من 2600 عام أما الآبار الرومانية فلا يزيد عمرها عن 2000 عام.
تمتلئ بالأزقة المزهرة والشرفات و"ستفيتا" مثالية للعيش الهادئ بسبب بعدها عن الصخب فالمدينة تقع على قمة صخرة توفا وهي معزولة عن المنطقة المحيطة، ولا يمكن للزوار الوصول إليها إلا بالسير عبر جسر معلق على ارتفاع 300 متر فوق الوادي الذي يفصلها عن مدينة بانيوريجيو.
تتعرض صخرة توفا الداعمة للقرية لتآكل شديد بسبب الطقس وهذا يعني أن البلدة معرضة لخطر الانهيار لذلك سميت باسم "المدينة المحتضرة".
أدت الأخطار إلى مغادرة سكانها والانتقال إلى أماكن أكثر أماناً، ولكن يبدو أن الحياة بدأت تعود مرة أخرى بزيادة أعداد السياح.