كشفت هيئة تنشيط السياحة المصرية، وهي -هيئة حكومية مسؤولة عن الترويج السياحي - عن انتعاش قطاع السياحة وزيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال العام المنصرم، حيث لامست أعداد الوافدين من الخارج لغرض السياحة حاجز الـ15 مليون سائح، لتحقق مصر أرقامًا قياسية وغير مسبوقة.
كما رصدت "سبق" زيادة وتيرة تدشين غرف فندقية بمختلف المستويات ووصلت إلى 220 ألف غرفة فندقية ليسجل نمو حجم الفنادق المصرية إلى 7%.
ووضعت مصر الإستراتيجية الوطنية لتنمية القطاع السياحي وفقًا للرؤية الوطنية 2023 وهدفها زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة بنسبة تتراوح ما بين 25%- 30% سنويًا؛ للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
في السياق يتحدث المسؤول عن ملف الترويج والتنشيط السياحي عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتنشيط السياحي المصرية، مؤكدًا أن المؤشرات الرقمية لعام 2024 مبشرة بعد انقضاء الربع الأول – شهر يناير وفبراير ومارس - مسجلاً زيادة في أعداد الحركة السياحية الوافدة لمصر تفوق 7%.
وكشف "القاضي" إن السياح السعوديين سجلوا رقمًا قياسيًا وتصدروا به أعداد جميع الجنسيات لأول مرة خلال شهري يناير وفبراير 2024 رغم أن القاعدة التي اعتدنا عليها تسجل قدوم الأشقاء السعوديين في فترات الصيف وليس الشتاء، مما أعطى مؤشرًا على نجاح الخطط والمستهدفات الترويجية الموجهة للسوق السعودي الذي تغير كثيرًا ولم يعد سوقًا عاديًا، حيث اقتربت أعداد السياح السعوديين كثيرًا من حاجز المليون، وتحديدًا 950 ألفًا في عام 2023 متوقعًا زيادة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.
وأوضح "القاضي" أن هيئة التنشيط وجميع مكونات القطاع السياحي المصري يعملون في تناغم لتحسين مكونات العرض في المقصد السياحي المصري واستراتيجية التسويق والترويج، وخاصة في المنطقة العربية والسعودية على الأخص، حيث تبدلت التوجهات وصعد جيل الشباب واختلفت طلبات السياح والزوار عن الزمن الماضي، ومع بروز الفضاء السحابي والذكاء الاصطناعي وموجات التواصل الاجتماعي .. فقد تغير كل شيء، وبالتاكيد يتبع ذلك تغير في الخطط والاستراتيجيات في تنفيذ الحملات الترويجية.
وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة التنشيط السياحي في مصر أن الوجهات السياحية العربية تسعى إلى التعاون والتكامل وليس إلى التنافس ونتجه لتقديم المنتجات السياحية العربية والترويج الإقليمي المشترك لهذا المنتج الذي يمكن أن يقدم للسائحين أكثر من تجربة سياحية مميزة.
وقال "القاضي" إن بلاده تشجع الاستثمار السعودي بشكل كبير، وتقدم حوافز غير مسبوقة، وهناك العديد من المبادرات وخاصة في إنشاء الفنادق والمنتجعات، حيث تخفض الدولة قيمة الضرائب بنسب كبيرة حالة إتمام وافتتاح المنتجع أو الفندق في وقت محدد، وربما يصل إلى نصف النفقات الضريبية، وهذا تحدٍ كبير أمامنا لمضاعفة عدد الغرف الفندقية، بالتعاون بين وزارة السياحة والبنك المركزي، والتي تم إقرارها في مجلس الوزراء وستدخل حيز التنفيذ قريبًا جدًا.
وبين "القاضي" أن القاهرة هي أقرب الوجهات المصرية إلى قلوب الأشقاء السعوديين وأكثرها زيارة، ولذلك وضعتها وزارة السياحة والآثار المصرية في مرمى التطوير الشامل قائلاً: "نحن نسعى لتنويع المنتجات السياحية في 2024، وأولها القاهرة، وهي المدينة الأكبر في الشرق الأوسط، وضمن المشروعات الكبرى في القاهرة مشروع "كايرو سيتي بريك"، وهو مشروع ثقافي هائل، وهو تحويل منطقة آثار القلعة إلى متحف مفتوح، بالاضافة إلى ممشى النيل السياحي والقاهرة الفاطمية، ومسارات العصور الوسطى وبحيرة الفسطاط والقاهرة الخديوية، معلقًا بقوله: "ستشاهدون قاهرة جديدة ومختلفة تليق بحضارتها قريبًا".
وأكد رئيس هيئة التنشيط السياحي بمصر على أن السائح السعودي لديه ميزة تميزه عن غيره، أنه يعرف مصر جيدًا وبكافة تفاصيلها والأماكن المشهورة في مصر، من خلال الدراما المصرية وبعض الأصدقاء له في مصر، أو من خلال زيارات سابقة له، وبدأ تغيير نمط الزيارة لمصر من سياحة العائلات وإن كان مستمرًا حتى اليوم إلى سياحة الشباب والمغامرين.
وأشار إلى إطلاق حملة في السوق السعودي بعنوان "رمضان في مصر غير"، تدعو الأشقاء السعوديين لقضاء شهر رمضان والعيد في مصر وأيضًا في الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والمملكة الأردنية الهاشمية، ولمدة 5 أسابيع، وتتضمن الحملة محتوى مرئيًا يقدمه مؤثرون ومدونون وصناع محتوى عرب ومصريون عن أجواء رمضان وعيد الفطر المبارك التي تتميز بها مصر على محتلف المنصات.
وصرح "القاضي" أن تحرير أسعار الصرف وانخفاض قيمة الجنية المصري يعتبر صفقة للسياح، وبالنسبة لأسعار الفنادق فالمؤشرات تثبت عدم تغيرها وثباتها وإذا زادت الأسعار فهذا بسبب زيادة الطلب كحال جميع الدول، فمثلاً ترتفع أسعار فنادق الرياض عند إطلاق موسم الرياض وتنخفض بعده.
وأعلن "القاضي" عن تدشين الفنادق التراثية وعرضها للمستثمرين من القطاع الخاص في عام ،2024 بالإضافة إلى العاصمة الإدارية التى تتحول تدريجيًا لتكون وجهة سياحية خلال عامين، ففيها فندق سانت ريجينس وتوليب في المدينة الرياضة، العاصمة الإدارية ستكون مركزًا لسياحة الأعمال، وفنية وثقافية على غرار دبي والرياض بسبب الفعاليات التي تقام فيها.
وعن عدم تواجد مكتب سياحي مصري بالسعودية حتى الآن .. أجاب "القاضي" قائلاً: إن هناك توجهًا للدولة بإعادة الهيكلة وترشيد الإنفاق، ونسعى للتواجد في المنطقة العربية بقوة خلال الفترة القادمة بأقل تكلفة ممكنة، وذلك بالتعاون مع سفارات مصر في العديد من بلدان العالم، وهناك تنسيق كبير مع تلك السفارات والبعثات الخارجية.