عسير تتصدر صيف المملكة بـ1.4 مليون زائر وتتحول إلى وجهة سياحية مستدامة بين الغيم والمطر
تشهد منطقة عسير هذا الصيف إقبالاً سياحياً استثنائياً، جعلها تتربع على قائمة الوجهات الأكثر جذباً في المملكة خلال موسم صيف السعودية 2025، بفضل ما تتمتع به من مناخ معتدل، وطبيعة آسرة، وتنوع ثقافي وترفيهي فريد.
وتحوّلت مدن عسير، وفي مقدمتها أبها وضواحيها، إلى مسرح مفتوح للعروض الفنية والفعاليات الثقافية والأنشطة الجبلية، وسط أجواء يغمرها الضباب وتزينها زخات المطر، مما جعل صيفها وجهة مثالية للباحثين عن الاستجمام وعشاق المغامرات على حد سواء.
ويُعد مهرجان رجال ألمع الثقافي من أبرز الفعاليات، حيث يحتفي بالموروث الشعبي من خلال عروض فلكلورية وأسواق تراثية. كما يشكل مهرجان السودة محطة رئيسية لهواة المرتفعات عبر فعاليات الطيران الشراعي والمشي الجبلي والتخييم. أما مهرجان الضباب في متنزه الضباب، فاستقطب محبي التأمل والمناظر الطبيعية، وسط أجواء توثقها عدسات الزوار يومياً عبر منصات التواصل.
وتزدان ليالي أبها بعروض فنية وموسيقية يحييها نجوم الغناء الخليجي والعربي، إلى جانب ورش إبداعية ومسرحيات مخصصة للعائلات والأطفال، ما يعزز من التنوع في التجربة السياحية.
وعزّزت جهود تطوير البنية التحتية من جاذبية المنطقة، من خلال افتتاح مشاريع فندقية جديدة، وتوسعة شبكة الطرق، وتدشين مسارات سياحية تراعي احتياجات الزوار. كما أسهم مطار أبها الدولي في زيادة الحركة السياحية، عبر رفع عدد الرحلات المباشرة من المدن الرئيسية ودول الخليج.
ووفقاً لإحصائيات رسمية، اقترب عدد زوار عسير في شهري يونيو ويوليو 2025 من 1.4 مليون زائر، ما يعكس بوضوح مكانتها المتصاعدة كمحور رئيسي في خريطة السياحة الوطنية، ونجاح الجهود الرامية إلى تحويلها إلى وجهة مستدامة ضمن رؤية المملكة 2030.
وتستمر الأجواء المعتدلة والأمطار الخفيفة في أواخر يوليو، لتضفي مزيداً من السحر على جبال عسير، حيث تتعانق الغيوم مع القمم، وتُكتب أجمل الذكريات على وقع المطر وعبق النسيم.