تعطي المساحة الجغرافية الهائلة للمملكة فرصة كبيرة للتنوع والإبداع التراثي في الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وتتميز مناطق المملكة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها بعادات وتقاليد مختلفة ومثيرة، وخاصة في أنواع الأكلات على موائد العيد.
تقع في شمال المملكة، وهناك الكثير من العائلات يحافظون على إقامة فطور العيد، ويشتمل على اللحم والأرز، وتجتمع العائلة وأبناء العمومة ويتعايدون ويتناولون الإفطار سويًّا للرجال والنساء.
وأبرز الأكلات هي "المجللة"؛ وهي عبارة عن عجينة من البر مع اللبن، ويعجن ثم يضاف إليه السمن البري، وأيضًا "المنسف"، ويتكون من اللحم والرز وخبز الشراك، إلا أن اللحم يطبخ باللبن "والمقطوطة"، وهي عبارة عن قطع من لحم الغنم مضاف إليها الكبد.
تقع في جنوب المملكة، وتدب الحركة في أسواق الأسماك في وقت مبكر قبل حلول عيد الفطر، وخاصة مع اشهر الأكلات في العيد، وهو السمك المملح أو بالسمك العربي المالح أو "الفسيخ"؛ لأنه يشبه السمك المملح أسماك الفسيخ المصري، ولكن يختلف؛ حيث إن المصريين لا يطهون السمك، وفي جازان يتم طهيه في الفرن أو مقليًّا بالزيت، كما يقوم مختصون بتجفيف الأسماك بطرق صحية وبكميات ومقادير خاصة.
العيد في منطقة الرياض، وهي أكبر المدن في المملكة، يأتي طبق الجريش على رأس أكلات العيد، وهي أكلة شعبية تحرص الأسر على تقديمها أول أَيَّام العيد كطبق رئيس في وجبة الإفطار، ثم يتناولون القهوة مع الحلوى، إضافة إلى "القريض" وهو عبارة عن حبات من الحمص كالمكسرات أو التسالي يقدم مع الشاي والمعمول.
تقع في شرق المملكة، وتأتي حلوى الهريس الشرقاوي، وهو الأشهر، وتقدم عقب صلاة العيد، ومن أهم الأطباق الشعبية في كل من الدمام والأحساء والقطيف؛ حيثُ يشكل طبقًا حارًّا وغنيًّا بالمواد الغذائية، وفي صباح العيد تقوم الأسر بإعداده. ومن الأطباق الشعبية أيضًا خبز التاوة، وخاصة في منطقة القطيف، ومن الأطباق الحلوة التي يتم إعدادها في المناسبات والأعياد العصيدة والكليجة والممروس.
من المناطق الجنوبية في المملكة وتتميز بالارتفاع والتنوع، وأبرز ما يقدم على موائد عيد الفطر المبارك في عسير، ولعل الأكلات الشعبية التي تقدم بالمنطقة في العيد هي القرصان والمبثوث والمشغوثة والمعمول.