تتجهز سلطنة عُمان وعاصمتها السياحية صلالة، لختام مهرجانها السنوي الذي أضحى محطة سياحية كبرى للسياح من كل صوب وحدب، وأبت السماء أن ينتهي الخريف إلا بمطر ورذاذ كثيف ملأ الوادي والجبال في صلالة، أو بالأحرى جنة الأرض اليافعة في صلالة تنعم بالراحة والاستجمام في صلالة تتنقل بين عيونها المدهشة وشواطئها الخلاّبة ورمالها الذهبية في صلالة تستمع بمذاق ثمار أشجار الموز والفافاي والنخيل والنارجيل الاستوائية التي تكثر فيها والتي لها ثمرة تشبه جوز الهند، إنها بلاشك جنات تجري بها الأنهار والوديان ذات مناظر ساحرة لشلالات المياه والبحيرات والجبال والكهوف وعندما تزور وادي دربات وتتناول فيه وجبة الغداء تحت خيمة عربية وسط الخضرة والأمطار الخفيفة بجوار شجرة صبّار يزيد عمرها على 300 سنة وتعد من عجائب الأشجار في الجزيرة العربية، حيث يبلغ ارتفاعها 30 مترًا وعرضها 40 مترًا وتحيطها أحجار رائعة الجمال .
فيما تزخر صلالة بمقومات سياحية فريدة ففيها القلاع والحصون التي تحكي عراقة الماضي وفيها العيون والشواطئ والخلجان الزاخرة بالرمال الذهبية اللامعة وفيها الجبال الشاهقة والسهول والصحارى وبها موسم الثراء الجوي "الخريف" الذي يبدأ من يوليو وحتى منتصف سبتمبر ويتميز بنسمات الهواء العليل والغيوم العابقة بالرذاذ والتي يستمتع بها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
جولة في صلالة "الجنة الكبرى"
أفضل عيونها على الإطلاق عين دربات وهي من أهم العيون المائية في ظفار ويستمر انسياب شلالاتها عادة شهورًا عدة لتوفر بذلك كميات كبيرة من المياه وتعزز تغذية المخزون المائي الجوفي في المحافظة، وعين جرزيز من العيون القديمة جدًا في محافظة ظفار، توجد فيها استراحات جميلة ومناظر خلابة تشكّل جذبًا سياحيًا في موسم الخريف، وعين حوت تقع في الجبل في منطقة تسمى وادي عين في فصل الخريف تتساقط الأمطار وتجري مسافة كيلومترات عدة من أعلى الجبل إلى الوادي مشكلة بذلك شلالات مائية وغدرانًا جميلة المنظر، وعين صحلنوت عين دائمة الجريان لها ساقية تمتد إلى السهل وتقع في الجزء الأوسط من جبال ظفار وتبعد عن مدينة صلالة نحو 15 كيلومترًا.
وتعد سهول صلالة موقعًا جميلاً لمحبي التخييم ففي فصل الخريف يقوم الكثير من سكان محافظة ظفار بنصب خيمهم في كل من سهلَي صحلنوت وأتين، وهو تقليد قديم لأهالي المحافظة في هذا الموسم.
وتشمل أنشطتها السياحية الأخرى التزلج على الرمال في الصحراء والغوص وتسلق الصخور والرحلات وركوب الأمواج والإبحار وكهف الاستكشاف ومراقبة الطيور.
الأسواق التقليدية
في صلالة الكثير من الأسواق الحرفية التقليدية التي تشتهر بالصناعات والمنتجات اليدوية ومنها «سوق الحافة» الذي يبعد 3 كيلومترات من مدينة صلالة ويعد المكان الأمثل لشراء أجود أنواع اللبان والبخور في السلطنة
ويزخر السوق بالكثير من المنتجات سواء المنسوجات التقليدية أو الملابس التراثية أو المصوغات الذهبية والفضيّة وغيرها الكثير من المصنوعات التقليدية وفي وسط أحد الأحياء القديمة لمدينة صلالة يقع «سوق الحصن» الذي يمتاز بطابعه التقليدي التراثي.
المطار الجديد
بدأ تشغيل مطار صلالة الجديد في 15 يونيو، يتميز المطار الجديد بتطبيق أحدث التقنيات المتطورة ومطابقة أعلى المعايير العالمية في إدارة المطارات الدولية ما يعزز دوره الفاعل في تحسين حركة النقل الجوي وتعزيز ارتباط صلالة بأبرز المدن الرئيسية في منطقة الخليج العربي والعالم فضلاً عن تسهيل الوصول المباشر إلى محافظة ظفار.
ويأتي افتتاح المطار الجديد بالتزامن مع موسم الخريف الذي يكتسب أهمية خاصة كونه يستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار والسياح إلى صلالة التي تحتفي بمهرجان الخريف سنويًا، وتعد الاحتفالية السياحية الأبرز والأكثر جذبًا للسياح على المستوى الإقليمي.
وتم تصميم "مطار صلالة" الجديد في المرحلة الأولى لاستيعاب مليوني مسافر سنويًا على أن تتم مواصلة أعمال التوسعة والتحسين لضمان جاهزيته لاستقبال 6 ملايين مسافر في المستقبل القريب.