مع حلول شهر الخير، شهر رمضان المبارك، تبدأ "سبق" في سرد بعض قصص "حدث في بيت النبوة"، فالذي يقرأ في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم- يجد عجبًا من حُسن تعامله وجَمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين.
ففي يوم من أيام المدينة العابقة بأنفاسه الشريفة -صلى الله عليه وسلم- جاء الصديق والفاروق، فدخلا بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدا النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا حوله نساءه ساكنًا وقد غلبه الهم والكآبة، فقال عمر: "لأقولن شيئًا أضحك به النبي -صلى الله عليه وسلم-".
فقال: "يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة -وهي زوجة عمر- سألتني النفقة فقمت فوجأت عنقها -أي ضربتها- فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي: "هن حولي يسألنني النفقة".
فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: "تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده؟" فقلن: "والله ما نسأل رسول الله شيئًا أبدًا ليس عنده"، ثم اعتزلهن شهرًا أو تسعًا وعشرين يومًا ثم نزلت الآية، {يا أيها النبي قل لأزواجك}، (الأحزاب الآية 28).
قال: فبدأ بعائشة، فقال: "يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرًا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك"، قالت: ما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة. أسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تسألني امرأة إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتًا، ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا".