مع حلول شهر الخير، شهر رمضان المبارك، تبدأ "سبق" في سرد بعض قصص "حدث في بيت النبوة"، فالذي يقرأ في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم- يجد عجبًا من حُسن تعامله وجَمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين.
روى الإمام أحمد في المسند والترمذي في السنن وقال: حسن صحيح غريب وروى هذا الأثر الإمام النسائي في السنن الكبرى والأثر في صحيح ابن حبان وإسناده صحيح عن أنس رضي الله عنه وأرضاه قال (بلغ صفية رضي الله عنها وأرضاها, أن حفصة قالت عنها إنها بنت يهودي حفصة تقول عن صفية: هذه بنت يهودي.
فلما بلغ صفية كلام حفصة رضي الله عنها وأرضاها بكت. يقول أنس: (فدخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام وهي تبكي، قال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: أنت ابنة يهودي.
فقال عليه الصلاة والسلام: (يا صفية؛ إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك تحت نبي، فبم تفخر حفصة عليك) يعني قولي لها والدي هارون انتمي إليه وهو نبي، وعمي موسى وهو نبي، وأنا زوجة نبي.
ثم التفت نبينا عليه الصلاة والسلام إلى حفصة وقال: يا حفصة اتقي الله.
ولم تكن تلك المشاعر الجميلة تظهر فقط في وقت الرخاء والراحة ولكن حتى في وقت الشدة والحروب؛ فعن أنس قال "خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر- فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير فلم يخجل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من أن يرى جنوده هذا المشهد وهو يظهر الحب والمودة لزوجته السيدة صفية.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يترك زوجاته في حال غضب أو حزن بل كان يسعى لتطييب خاطرهن، ويبين ذلك موقف حدث مع السيدة صفية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر وكان ذلك يومها فأبطأت في المسير فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهى تبكي وتقول حملتني على بعير بطيء فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ودموعها، ويسكتها.