مع حلول شهر الخير، شهر رمضان المبارك، تبدأ "سبق" في سرد بعض قصص "حدث في بيت النبوة"، فالذي يقرأ في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجد عجبًا من حُسن تعامله وجَمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين.
من المعلوم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرزق أولادًا من أمنا عائشة وكانت مشاعرها رضي الله عنها متوجهة بالكلية لحبيبها وزوجها صلى الله عليه وسلم لتستغني به عمن سواه فقد كان كل حياتها ولعل هذا ما يفسر الغيرة الشديدة التي كانت تحسها وتعبّر عنها تجاه زوجات النبي الأخريات رضوان الله عليهن.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يهمل السمر مع نسائه واحتواء حكاياهن، ولعل الحديث الشهير بـ"حديث أم زرع "خير دليل على جمالية العلاقة بين أمنا عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث يظهر مدى قدرته صلى الله عليه وسلم على احتواء السيدة عائشة رضي الله عنها.
كما تظهر مهارة السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث وتشكيل السرد بما يشد انتباه الرسول صلًى الله عليه وسلم، حيث تستفيض أمنا عائشة في سرد قصة إحدى عشرة امرأة مع أزواجهن، والنبي صلى الله عليه وسلم يستمع بانتباه وتركيز، حتى يقول لها في النهاية: “يا عائشة كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع”، ويزيد مطمئنًا إياها “إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق”، فتلتقط الزوجة إشارة زوجها وترد عليها بأحسن منها: “بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع”.