من يقرأ في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجد عجبًا من حُسن تعامله، وجمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين، ومع أهل بيته على سبيل الخصوص، ويكفي مصداقًا لذلك ثناء ربه عليه بقوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ, عَظِيمٍ".
لقد كانت حياته- صلى الله عليه وسلم- في بيته وبين نسائه المثل الأعلى في المودة وإيثار الآخرين وبذل المعونة، واجتناب هجر الكلام، وهو الذي يقول: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
ولما سئلت أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عما كان -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته، قالت: "كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهل بيته-، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة".
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها سئلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".
وقالت: "ما كان إلا بشرًا من البشر، كان يفري ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه -صلى الله عليه وسلم-".
وعن عائشة رضي الله عنه، قالت: "كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على موضع فيّ، فيشرب، وأتعرق العَرْق -وهو العظم الذي عليه بقية من لحم- وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ".