من يقرأ في سيرة الرسول ﷺ يجد عجبًا من حُسن تعامله، وجمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين، ومع أهل بيته على سبيل الخصوص، ويكفي مصداقًا لذلك ثناء ربه عليه بقوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ, عَظِيمٍ".
قالت عائشة -رضي الله عنها- إن رسول الله ﷺ قال: "إني لأعلم متى تكونين راضية عني، ومتى تكونين غضبانة عليّ. فقالت له: من أين تعرف ذلك؟ فقال ﷺ: إذا كنت راضية عني فإنك تقولين: لا ورب محمد، فتذكرين اسمي في قسمك، وإذا كنت غضبانة علي من وجه من الوجوه الدنيوية المتعلقة بالمعاشرة الزوجية قلت في قسمك: لا ورب إبراهيم، فتعدلين عن اسمي إلى اسم إبراهيم. قالت: نعم والله يا رسول الله، ما أترك إلا ذكر اسمك عن لساني مدة غضبي، ولكن المحبة ثابتة دائمًا في قلبي".
النبي ﷺ يحب عائشة -رضي الله عنها-, ولها مكانتها العالية عنده, وما كان عليه ﷺ من الأدب الرفيع والخلق العالي.
تأدب عائشة مع النبي ﷺ حتى في ساعة الغضب.
ويتعلم من فعل النبي ﷺ أن الرجل عليه أن يعرف حال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه، والحكم بما تقتضيه القرائن في ذلك.
في اختيار عائشة ذكرت إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها؛ لأن النبي ﷺ أولى الناس به كما نص عليه القرآن، فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف أبدلته بمن هو ألصق به حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة.