تبدو حركة التغيير والتطوير داخل وزارة التعليم متسارعة الخطى منذ تولِّي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ دفة القيادة فيها عقب تعيينه وزيرًا للتعليم، وأدائه القَسَم أمام خادم الحرمين الشريفين في 1-1- 2019م.
وخلال العام الميلادي الماضي شهدت الوزارة الكثير من القرارات والمحطات التي تواكب تطلعات رؤية 2030. ورغم أن تلك القرارات كثيرة ومتشعبة إلا أن أبرزها على الإطلاق 14 محطة رئيسة، أبرزها تغيير المناهج، وإقرار الصفوف المبكرة، وإعلان اللائحة الجديدة للمعلمين، وتدريب المعلمين، والدمج بين التعليم العالي والتعليم العام، وإلغاء التقويم المستمر، وأخيرًا إعلان النظام الجديد للجامعات.
ويعتمد الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ على الكثير من الخبرات والكفاءات التي دفعته إلى إحداث الفارق المطلوب داخل الوزارة في تلك المدة الوجيزة؛ فهو حاصل على الدكتوراه في التخطيط والتنمية الاقتصادية من جامعة "ستانفورد"، والماجستير في التخطيط والتنمية من الجامعة نفسها، وماجستير آخر في الاقتصاد من جامعة "سان فرانسيسكو"، والبكالوريوس في العلوم الإدارية من جامعة الملك سعود.
وعمل "آل الشيخ" نائبًا لوزير التعليم لشؤون البنين بالمرتبة الممتازة في وزارة التعليم بدءًا من 1433، ومستشارًا بالديوان الملكي منذ يونيو 2017م، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومَن في حكمهم منذ فبراير 2018م، وغيرها من المناصب التي أكسبته الكثير من الخبرات النوعية، والقدرة على التخطيط السليم، وتنفيذ الأفكار على أرض الواقع.
وتترجم كلمة الوزير الكثير من آليات عمله والأولويات عندما قال: "نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة في مسيرة التعليم على مستويات عدة، ولا عذر لنا إذا قصرنا، ولن ننتظر أكثر مما مضى أمام جيل سيحاسبنا على أي تقصير، ولن يقبل منا أنصاف الحلول". مشيرًا إلى أنه لا قيمة لأي جهد نبذله إذا لم ينعكس على الأداء داخل الصف.
وينطلق "الأحد" الفصل الدراسي الثاني حاملاً معه الأماني بنواتج تعليمية متطورة، ومخرجات عالية، وانضباط عام في جميع المراحل.
تعزيز مكانة المعلم
في المحطة الأولى لم ينسَ الوزير آل الشيخ أن يعلن مبادرة النهوض بالمعلم، وتعزيز الثقة فيه، ودعمه ليقوم برسالته.. ويقول في هذا الصدد: "أي نظرة تطويرية لقطاع التعليم لا بد أن تقوم على المعلم، ولا بد أن نرفع من معنوياته، ونشعره بقيمته، وحجم مكتسباته مقارنة بمكتسبات الآخرين. ولا بد أيضًا أن نكون صادقين معه في ذلك؛ فالهدف أن يستفيد الطالب والطالبة".
وكان الوزير صريحًا عندما قال: "ثمة عاملون في الخفاء، يستهدفون المعلم، ويعملون على التشكيك فيه، وفي المؤسسة التي يعمل فيها. ويجب علينا أن نتكاتف في إيصال الرسائل الإيجابية للمعلم، ونحفزه في مجال عمله، ونزرع الثقة فيه، ونطور من قدراته، وفي الوقت نفسه نطالبه بواجباته الوظيفية".
مدارس الطفولة
وبهدف تحسين جودة التعليم جاء قرار اعتماد مدارس الطفولة المبكرة في 1460 مدرسة عبر نظام "نور" كمحطة ثانية. ويقصد بإسناد تدريس الصفوف الأولية بنين للمعلمات وجود الطلاب في الصفوف الأولية (الأول والثاني والثالث الابتدائي) في فصول ودورات مياه مستقلة للبنين، وكذلك فصول ودورات مياه مستقلة للبنات في المدارس الابتدائية للبنات، ويتم تدريسهم من قِبل معلمات متخصصات بتدريس الصفوف الأولية.
ووجّه "آل الشيخ" بوضع خطة متكاملة للطفولة المبكرة، تنسجم مع قرار مجلس الوزراء والأوامر السامية ورؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تحسين جودة التعليم، وحصول كل طفل على فرص التعليم الجيد، وفق خيارات متنوعة.
وأسندت الوزارة تدريس الصفوف الأولية بنين لمعلمات متخصصات، من خلال إعادة تأهيل المدارس الحكومية القائمة، وتطويرها.
وتشكل مدارس الطفولة المبكرة (رياض الأطفال المستوى الثاني والثالث)، والصفوف الأولية (الأول والثاني والثالث) بنين وبنات في المرحلة الابتدائية من سن 4 سنوات حتى 8 سنوات. وسيكون التركيز الأكبر على مراحل التعليم المبكر من خلال توفير تعليم، يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، وتطوير المواهب، وبناء الشخصية، وتعزيز دور المعلم، ورفع تأهيله، وإعداد مناهج تعليمية متطورة، تركز على المهارات الأساسية، وذلك كخطوة أولى لمرحلة الإسناد.
وبذل الوزير "آل الشيخ" جهودًا كبيرة لإنجاز هذه المبادرة في وقت قصير، لا يتجاوز خمسة أشهر، وواصلت وزارته العمل ليل نهار خلال فصل الصيف الماضي لتأهيل 3،313 فصلاً دراسيًّا في رياض الأطفال، لاستيعاب 82،825 طالبًا وطالبة، وتجهيز 3،483 فصلاً دراسيًّا للصفوف الأولية في مدارس الطفولة المبكرة، لاستيعاب 80،675 طالبًا وطالبة مع بداية العام.
تغيير المناهج
منذ أن قدم إلى الوزارة كان الوزير "آل الشيخ" يخطط لإحداث تغيير حقيقي في المناهج العلمية؛ حتى تتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة. ولم يمر وقت طويل حتى أعلنت الوزارة تغيير بعض المناهج القديمة، والتركيز في المناهج الجديدة على حضارة السعودية، وتاريخها العريق، وذلك على حساب الموضوعات والصفحات القديمة التي أثبتت السنوات الماضية أنه ليس لها فائدة من تدريسها.
وبذلك انتصرت الوزارة لحضارة السعودية، وطمست تهمة الأتراك للمملكة، التي تكررها ألسنة "الطرابيش الحمراء" بمقولة "ليس لكم حضارة". وتناولت المناهج الجديدة تاريخ السعودية، ونشأتها، وبطولات رجالها في الانتصار على الدولة العثمانية، وطردها من الجزيرة العربية، وقيام دولة وسطية عادلة، تبسط يد الخير لكل أقطار العالم.
ويحسب لوزير التعليم آل الشيخ المساهمة والتوجيه في إصدار مناهج تعليم جديدة، تضم حقائق ومعلومات حول أبرز الوقائع والخطط والمعارك والمواجهات التي أقامها حكام الدولة السعودية الأولى والثانية، وكذلك همة مؤسس الدولة السعودية الثالثة، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في مواجهة المعتدين.
وفي المقابل، فضحت المناهج الجديدة بعض البطولات العثمانية المزيفة الغارقة في الظلم والمبالغة، وطمست هويتها المزعومة، وكشفت فضيحة "سفر برلك" بحق الإنسانية، وأيضًا جيوش "مصطفى بك "الغازية".
ولم تتوقف المناهج الجديدة عند كشف الحقائق، وإبراز الحضارة السعودية، والوقوف بوجه الغزاة فحسب؛ بل واكبت ذلك بتقديم الدرس بأسلوب شيق ومبسط للطالب والطالبة عبر رسوم الكاريكاتير الجاد، ودعم ذلك بمواكبة المنتجات التقنية التي تدعم إمكانية فهم الشرح.
اللائحة التعليمية
واستمرارًا لدعم وتشجيع المعلمين والمعلمات على العطاء داخل الفصل الدراسي، فقد عمل وزير التعليم على إعادة صياغة اللائحة الجديدة لسلم رواتب المعلمين، التي وافق عليها مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعمل على تمرير السلم والمكافآت، وحماية المعلمين من الضرر عند التسكين، وتعديل بعض المواد لتكون داعمة ومحفزة للمعلمين. وتميزت اللائحة الجديدة بمزايا عدة، أبرزها استمرار المزايا المالية لجميع المعلمين والمعلمات بعد نقلهم على لائحة الوظائف التعليمية الجديدة.
وتشمل مزايا اللائحة أيضًا ربط التعيين بالتأهيل العلمي والمهاري، وكذلك ربط الترقيات بالجدارة والاستحقاق نظير الكفاءة في الأداء، والالتزام الوظيفي للمعلم، فضلاً عن التمييز الإيجابي للمعلمين المتميزين من خلال رتب علمية مبنية على مستوى الأداء والتطور المهني. وتشمل هذه الرتب: رتبة معلم ممارس، ورتبة معلم متقدم، ورتبة معلم خبير. وتقسم هذه الرتب إلى مستويات عدة.
التدريب الصيفي
وركزت المحطة الخامسة، التي أنجزها الوزير آل الشيخ في الأشهر العشرة الماضية، على تطوير العملية التعليمية بشكل متكامل، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التقدم والتطوير؛ إذ دشن البرنامج التدريبي الصيفي للمعلمين والمعلمات بجامعة الملك سعود في مبنى السنة التحضيرية.
وتجاوز عدد المسجلين في الدورات التدريبية 147754 معلمًا ومعلمة في أكثر من 6413 برنامجًا تدريبيًّا، تم تنفيذها في 47 إدارة تعليمية، من خلال مراكز التطوير المهني المنتشرة حول السعودية، بالشراكة مع عدد من الجامعات والمعاهد والكليات.
واستقبلت لجان التدريب الصيفي المعلمين والمعلمات في 22 كلية من كليات التربية بالسعودية في جامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك خالد، وجامعات القصيم وطيبة والطائف والجوف والباحة وتبوك ونجران والحدود الشمالية، إضافة إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وجامعات المجمعة وحفر الباطن وبيشة وجدة، والجامعة الإسلامية.
المدارس الصينية والمقررات
ويحسب للوزير آل الشيخ أنه نجح في حل مشكلة مباني المدارس الصينية، وسلمت فيها شركة تطوير للمباني أكثر من 200 مشروع تعليمي منذ إنشائها، فيما أسند إليها مسؤولية 79 مشروعًا من مجموع المشاريع الصينية "المتعثرة"، تحتوي على 1908 فصول دراسية موزعة على 53 موقعًا تعليميًّا بإجمالي 279 مشروعًا.
وأكدت وزارة التعليم أن الشركة تعمل على تطوير الأساليب والأدوات لتحسين البيئة التعليمية والمدرسية، والعمل على توفير المباني التعليمية بطرق مبتكرة وحديثة، تحقق الكفاءة المستدامة، والشراكة مع القطاع الخاص، وفتح قنوات جديدة وأساليب جديدة لتوفير المباني التعليمية.
وأضافت الوزارة بأن الشركات التعليمية الكبرى تمثل في قطاع التعليم العام الأهلي في السعودية ما يقارب 20 شركة تعليمية، يملكها مستثمرون سعوديون، موزعة على جميع السعودية، وهي تقدم نموذجًا متطورًا للتعليم في السعودية.
وقبل بداية العام الدراسي الحالي كانت الكتب الدراسية قد سبقت الطلاب والطالبات إلى مقاعدهم؛ فقد أولت وزارة التعليم، بتوجيهات مباشرة من الوزير آل الشيخ، اهتمامًا كبيرًا بالكتاب المدرسي الذي تم تأمينه وطباعته قبل بدء الموسم بوقت كافٍ، ومن ثم توزيعه في مناطق السعودية كافة؛ ليتسلمه الطلاب في اليوم الدراسي الأول. وهذا ما وعدت به الوزارة، وأوفت بالوعد.
الدليل التنظيمي
وسابع محطاته أن الوزير آل الشيخ عمل على توحيد استراتيجيات التعليم، وخططه وسياساته، وتبادل الخبرات والقدرات والكوادر البشرية المتميزة، والاستفادة من البحوث العلمية من أجل تطوير وتحسين طرق ووسائل التعليم، إضافة إلى توحيد سياسات التعليم، وارتباطها برئيس واحد؛ وذلك لسد أي فجوة موجودة، وتوفير الجهد والوقت، وإلغاء العديد من المجالس واللجان المتكررة بين التعليم العام والعالي، والتركيز على توفير منتج واحد للعملية التعليمية، وهو إيجاد مواطن صالح، يتمتع بحصيلة علمية مميزة، ومهارات وقدرات عالية، وتحسين مخرجات التعليم بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
وسرعان ما نجح هذا التوجُّه في إعادة الثقة لدى الجامعات بأن الوزارة ترعى مصالحها. وأعقب ذلك استصدار منصب نائب للجامعات والبحث والابتكار، إضافة إلى وكالتين جديدتين للبحث والابتكار، وأخرى للتعاون الدولي. كما نجحت الوزارة في تطوير وإنهاء التوافقات على الهيكل والدليل التنظيمي للوزارة، بوصفه أسرع هيكل يتم إقراره، وأخذ فترة سنتين تجريبيتين له، وهي أول مرة تحدث في تاريخ إقرار الهياكل التنظيمية لأجهزة الدولة.
إلغاء نظام التقويم المستمر
وفي المحطة الثامنة للوزير آل الشيخ فاجأ الجميع بقرار مهم، أعلن فيه أنه سيتم إلغاء نظام التقييم المستمر، وإعادة الاختبارات بدءًا من الصف الرابع. موضحًا أن ما هو موجود الآن (قبل إلغاء التقييم) ليس في الأصل نظام تقويم مستمر، وسيتم العمل على اختبارات مركزية للتقويم، وستوجَّه مهام الإشراف إلى ما يخدم نواتج التعلم.
وأضاف الوزير آل الشيخ تعليقًا على هذا القرار: "في مدارسنا مبدعون وموهوبون ومتميزون، حقهم أن نوليهم العناية التي يستحقونها عبر تحفيزهم وتكريمهم؛ فهم قادة الغد".
وأردف: "المرأة هي نصف المجتمع، وفي التعليم تحديدًا هي شريك أول في صناعة التعليم وتطويره، وتمكينها قادم في المستويات كافة". مؤكدًا أن "المجلس الاستشاري للمعلمين خطوة ممتازة، تحتاج إلى المزيد من التمكين والدعم؛ ليقوم بدوره المأمول منه في تطوير أداء المعلم".
اختبارات "التميُّز"
وفي المحطة التاسعة نجحت الوزارة، بتوجيهات من الوزير آل الشيخ، في إطلاق خطة شاملة لتجويد وتطوير الاختبارات في مدارس التعليم العام، تبدأ بـ"الاختبارات الدولية".
وأكد تقرير رسمي للوزارة أنها تستشرف هذا الدور المفصلي في تاريخ مسيرتها لتطوير التعليم، وتسعى إلى استيعاب مفاهيم وقيم ومتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، وإلى تشـخيص واقع التعليم باستخدام أدوات معيارية متكاملة، تستند إلى أفضل التجارب والممارسات العالمية.
وأكدت أن الاختبارات الدولية من أهم الأدوات العلمية ذات المصداقية العالية في تقويم واقع التعليم، وهي توجُّه تربوي وتقويمي، شددت عليه سياسات تطوير التعليـم في المنظمات الدولية، وفي معظم دول العالم، باعتبارهــا أهم مؤشرات جـودة التعليم، بما تمثله نتائجها من مدخلات مهمة لتطويـر مناهج العلوم والرياضيات وتحديثها، وكذلك في تطوير برامج التنمية المهنية لإعداد المعلمين وتأهيلهم؛ لذا حرصت الوزارة على المشاركة في برنامــج التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) لهـذا العام 2019م، وخوض غمار المنافسة الدولية مع الدول المتقدمة؛ لتحسن الممارســات المتعلقــة بتعليــم العلـوم والرياضيـات، وتعلُّمها، ولتقليـص الفجـوة في نتائج الدورة السابقة 2015م، ولتعزيـز الانتمـاء الوطـني لأبنائها، وأنهـم قـادرون علـى المنافسـة، وإحـداث التغيـر المنشـود، واسـتثمار التدابـير التي يتـم العمـل عليهـا في هـذا المجـال.
وأكدت الوزارة أنها عملت علـى إعـداد أدلة اختبارات TIMSS لمادتَي العلوم والرياضيات للوسط التعليمي والتربوي للمسـاعدة علـى نشر ثقافة الاختبارات والمقاييس الدولية، وتهيئـة الميـدان التربـوي لتطبيقها، وبخاصـة الاختبـارات المتعلقـة بالاتجاهـات العالمية في التحصيـل الدراسي للرياضيـات والعلـوم؛ وذلك لتنميـة الوعـي بأهميتها في تطويـر عمليـات التعليـم والتعلم.
سفير 2
وأطلقت وزارة التعليم في محطتها العاشرة برنامج "سفير 2" الذي يتضمن عمليات الحوكمة والأتمتة للمبتعثين. وسيقود هذا البرنامج إلى انخفاض التعامل البشري مع المبتعثين من خلال زيادة الخدمات المؤتمتة بنسبة 64 % في التعاملات البشرية السابقة، وذلك من واقع 88 خدمة، 58 منها مؤتمتة بشكل كامل. ويُعد البرنامج أداة رئيسية في تقليص وجود 521 مشرفًا في الملحقيات الثقافية لأكثر من 77 ألف طالب وطالبة حاليًا في 31 دولة بشكل عملي ومنهجي؛ ليحصل المبتعث على خدمات سريعة ومميزة وفعالة بجودة عالية، إلى جانب ارتفاع التواصل الثقافي والأكاديمي من 4 % إلى ما يقارب 65 %، في حين ستتراجع الخدمات المساندة الفنية والمالية من 37 % إلى 30 %.
النظام الجديد للجامعات
وكان للجامعات نصيب وافر من جهود الوزير آل الشيخ في المحطة الحادية عشرة؛ إذ تم إقرار النظام الجديد للجامعات. فبعد عامين من جلسات وورش عديدة للمناقشة ظهر للنور النظام الجديد عقب اعتماده بصورة رسمية في مجلس الوزراء.
والنظام الجديد سوف يكون علامة فارقة، وحدثًا تاريخيًّا في مسيرة التعليم السعودي، وإيذانًا ببلوغ التعليم السعودي مرحلة النضج؛ الأمر الذي يجعله مستعدًّا للفطام، وقد أصبح عفيًّا قادرًا على المشاركة في خدمة رؤية السعودية2030م.
ويرسي النظام الجديد مبادئ الحوكمة والمرونة والاستقلالية المنضبطة، ودعم البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، وذلك من خلال فصوله الأربعة، ومواده البالغ عددها 58 مادة. وسوف يتم تطبيقه بصورة مرحلية على ثلاث جامعات سعودية لمدة ثلاث سنوات بعد السنة الانتقالية تمهيدًا لتطبيقه على باقي الجامعات السعودية.
ويهدف النظام إلى تطوير أداء جميع العاملين من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، ورفع كفاءتهم، مع التشديد على عدم الإضرار إطلاقًا بالوضع القائم لهؤلاء العاملين. وسوف تدار العملية التعليمية بشتى جوانبها من خلال مشاركة ثلاث هيئات، هي: مجلس شؤون الجامعات الذي يضع الإطار العام والقواعد العامة لكل جامعة، على أن يقوم مع مجلس الأمناء بتحديد القواعد المنظمة لدعم البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، في الوقت الذي يقوم فيه الضلع الثالث -وهو مجلس الجامعة- بتصريف الأعمال الأكاديمية والإدارية والمالية، وتنفيذ السياسة العامة.
معهد التطوير المهني التعليمي
تم إنشاء معهد التطوير المهني التعليمي بهدف دعم تمهين التعليم العام، والارتقاء بمستوى الممارسات المهنية التعليمية إلى مستوى الاحتراف.
مدينة "طيبة" للتربية الخاصة
دشَّن الوزير حمد آل الشيخ مدينة طيبة التعليمية للتربية الخاصة بالمدينة المنورة، التي تضم مراكز للإعاقات والتوحد والتأهيل والتدريب كافة.
تمكين المرأة
نجح وزير التعليم منذ تسلُّمه مهام عمله في الوزارة في تمكين المرأة بالمناصب القيادية العليا؛ إذ تم تكليف أربع وكيلات للابتعاث، والتعليم الأهلي الجامعي، والبرامج التعليمية، والتعليم العام الأهلي، إلى جانب عدد كبير من مديرات العموم، ورؤساء الأقسام، ومديرات المشاريع، والمبادرات، وفرق العمل.