ضربت أسرة آل راجح من قبيلة بني واهب شهران بخيبر الجنوب، أروع صور العفو والتسامح وحسن الجوار، وذلك عندما بادرت بالتنازل والعفو عن قاتل ابنها "عبد الله" دون قيد أو شرط، حيث قرروا يوم العيد التنازل والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى.
وفي التفاصيل، قال رجا زامل آل شاهر الشهراني شقيق المعفو عنه لـ"سبق": "نحمد الله حمد الشاكرين بأن منّ الله علينا بجيرة هذه الأسرة الكريمة، الحقيقة أن ما حصل بيننا وبين شيوخ الجيرة وشيوخ العفو آل راجح، والمصيبة التي حلت علينا جميعاً، هي ابتلاء وامتحان من الله عز وجل. فقد أعزهم الله بالدين وبالأصل الكريم، وحسن الجوار، وهي التي أعانتهم على هذا العفو الذي أثلج صدورنا وصدور من يخاف الله ويحب الخير.
وأضاف "الشهراني": "العلاقة بيننا لم تنقطع ولم تهتز في ظل هذه الأزمة، فقد كانوا خير معين لنا عليها، فهم الذين عندما علموا بأننا أقفلنا أبواب منازلنا وعقدنا العزم على الرحيل، أتوا معزين ومواسين لنا ولوالدتنا، وطلبوا فتح الأبواب وعدم الرحيل من منازلنا والصلاة معهم جماعة في المسجد".
وأردف: عندما طلبت والدتي منهم السماح لها بالانتقال بالقرب من أبيها سمحوا لها بقلوب تتفطر حزناً على فراقها وهي كذلك، وعندما بدأت مساعي الصلح، طُلب من والدتي الذهاب والتشفع لابنها عند والدة القتيل، فرفضت والدتي وقالت: إن القتيل ابني وأمه أختي والقاتل ابني فلن أتشفع لابني فوق الأرض وابني الآخر تحت الأرض. وفي يوم العيد اتصلت هذه الأسرة الطيبة بوالدتي وجعلوا عيدها عيدين، وبشروها بالعفو عن ابنها لوجه الله تعالى.
وبين "الشهراني" أنه ومواكبة لمبادرة أمير منطقة عسير للسلم المجتمعي رفعنا لهم الرايات البيضاء شكراً وعرفاناً وستظل بإذن الله في ظل مبادرته حتى قيام الساعة شاهدة على العفو الحقيقي لوجه الله في زمن كثرت فيه المتاجرة بالدم، راجياً من بعض الإعلاميين أخذ الأخبار من مصادرها وأن يشيدوا هذا الفعل النبيل بأجمل صوره.