أكاديمي تربوي يطالب بـ"خريطة طريق" لإعادة هيكلة ميدان التربية الخاصة في المملكة

ألقى الضوء على أهم المحاور التي تهدف لإيجاد بيئة تعليمية مثالية للتلاميذ ذوي الإعاقة
أكاديمي تربوي يطالب بـ"خريطة طريق" لإعادة هيكلة ميدان التربية الخاصة في المملكة

طالب الأستاذ المساعد بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، الدكتور ماجد بن عبدالرحمن السالم، بضرورة رسم خريطة طريق لإعادة هيكلة ميدان التربية الخاصة، ضمن الخطط التي تعكف عليها وزارة التعليم مشكورة والجهود التي تبذلها في تطوير المخرجات.

وأوضح لـ"سبق"، أن ميدان التربية الخاصة من الميادين المتجددة والمتسارعة في وتيرة التغيرات؛ ما يتوجب سرعة التفاعل مع هذه المتغيرات، حيث إن التداخل الكبير بين المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية والتقنية تلقي بظلالها على ميدان التربية الخاصة؛ لذا لابد من تشريح ميدان التربية الخاصة ابتداءً من المستوى الجزئي ذات العلاقة بالطالب والمدرسة وصولاً للمستوى الكلي من خلال التمعن في قرارات الوزارة الأخيرة التي شملت التربية الخاصة.

وأضاف: من خلال تحليل الوضع الراهن تبيّن أن الحاجة أصبحت ماسة وضرورية في تصميم ما يُعرف بنظام الدعم متعدد المستويات يُسهم في معالجة كثير من التحديات وكذلك سد الفجوة لأي مشاكل مستقبلية ومع مرور الوقت يبدأ يأخذ هذا النظام بشكل أعم وأشمل حتى يبدأ في الوصول لكثير من الحالات.

ولفت "السالم" إلى أنه من الملاحظ افتقاد مجال التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية بشكل عام إلى عدم وجود أساس منهجي وإطار مُستمد من أحدث الأدلة والممارسات العلمية Evidence-based Practice التي تستند إلى أساس صلب ومتين؛ لذا تمكن الفجوة الحقيقية هنا بضرورة رسم إطار عام وخريطة طريق يتم من خلالها صياغة الجهود لتصبح متكاملة ومتسقة.

وتابع: ومن هذا المنطلق وضع الدكتور ماجد بن عبدالرحمن السالم، الأستاذ المساعد بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود أهم المحاور والتي تهدف لإيجاد بيئة تعليمية مثالية للتلاميذ ذوي الإعاقة تتمثل في: -

أولاً: دقة التشخيص: يكمن في تحديد أهلية الطالب لتلقي خدمات التربية الخاصة من قِبل مراكز متخصصة من خلال وضع برتوكول علاجي طبي وأكاديمي مع مراجعة متعمقة ودقيقة لكل حالة مع وجود دعم شامل من خلال فريق دعم شامل يتم ذلك من خلال تشخيص ومقاييس لتحديد نوع الخدمة التي يجب أن يتلقاها الطالب بشكل دقيق.

ثانيًا: التدخل المبكر: من أهم مبادئ التربية الخاصة وركائزها الأساسية هي التدخل المبكر ووضع برامج تخدم فئات الإعاقة ضمن خدمات التدخل المبكر المكثفة. حيث من المعروف أنه سيتم اكتشاف حالات تم تشخيصها بشكل غير دقيق، بالإضافة إلى هذه المرحلة تُسهم لخدمة بعض الفئات البينية.

ثالثًا: المدرسة كمجتمع للتعلم: أصبحت النظرة التقليدية في دور الإشراف التربوي يتحول تدريجيًا نحو تقديم مبادرات جماعية من قِبل فريق أكاديمي عالي التأهيل يقوم بزيارة المدرسة والوقوف على جميع العقبات التي تواجه الإدارة والمعلمين والطلاب أنفسهم. فعلى سبيل المثال نموذجي School-wide Application Model

ونموذج الاستجابة للتدخل والذي يعتمد من البيانات مصدرًا لدراسة الحالات وتقييم وضع المدارس وأداء المعلمين وهي بيانات تقود لصناعة قرارات مهمة Data Driven Decision Making ليست اجتهادية بل تعتمد على البيانات لتكون مطروحة للباحثين وصناع القرار لتناولها.

رابعًا: التطوير المهني للمعلمين: تطوير المعلمين في ميدان التربية الخاصة وذلك بالتكثيف من الممارسات المبنية على الأدلة، فيما يتعلق بالمعلمين طور الإعداد في كليات التربية فقد جاء قرار الوزارة بإيقاف القبول في برامج كلية التربية.

وقال إن ذلك بهدف إعداد معلم بشكل مهني عالٍ بخلفية علمية واختصاص بالمحتوى ضمن ما يُعرف بالمعرفة التدريسية المرتبطة بالمحتوى (PCK)، لذا فإن توجه الوزارة تجاه هذا المنحى ينسجم مع المتغيرات التي يجب أن تنسجم مع بقية الخدمات المصاحبة لتحسين الميدان.

خامسًا: التدخلات التربوية في التربية الخاصة: ما يميز ميدان التربية الخاصة اعتمادها على التدخلات والتي يتم تحديثها باستمرار استنادًا إلى المستجدات والمتغيرات التي يتم الوقوف على نتائجها من الدراسات الميدانية. لذا من أهم ما يجب الأخذ به هو آلية وطريقة التنفيذ، لذا يجب أن تكون التدخلات ضمن إطار لتنفيذ هذه التدخلات ضمن إطار زمني محدد بمعايير واضحة.

ويستشهد الدكتور السالم بمهارة القراءة والتي تعد من أهم التحديات التي تواجه الميدان، وعند الحديث عن القراءة فإننا نتحدث عن مهارات متداخلة ومتشعبة حيث مهارة القراءة تتطلب بعض المكونات الأساسية: الوعي الفونولوجي/ الصوتي (Phonemic Awareness)، المقاطع الصوتية (Phonics Instruction)، المفردات اللغوية (Vocabulary)، الفهم القرائي (Reading Comprehension) والطلاقة اللغوية (Fluency).

وواصل: لذا يتوجب عند تصميم التدخلات أن تراعي الجوانب العديدة لبناء نظام تعليمي متين تراعي فيه جميع الاحتياجات بدقة.

سادسًا: إعادة التعريفات للإعاقات في ضوء المستجدات: لابد من إعادة تعريفات الإعاقات والخدمات المقدمة لها في ضوء القوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية (خصوصًا الاتفاقية الدولية للأشخاص من ذوي الإعاقة).

وأردف: كذلك يتطلب وجود إطار مرجعي للمعلمين غير ما هو موجود في الميدان (الأدلة التنظيمية والإجرائية) حيث من خلال المراجعة للأدلة تفتقد للتطبيقات العملية التي تساعد معلمي التربية الخاصة وكذلك معلمي التعليم العام بفهم الاستراتيجيات المستخدمة في التدريس وتعليم الطلاب ذوي الإعاقة في قوالب احترافية.

سابعًا: التقييم المستمر لأداء فاعلية أداء برامج التربية الخاصة في أرجاء المملكة: أصبح من الضروري وضع آلية لتقييم فاعلية البرامج في شتى مناطق المملكة وذلك من خلال رسم سياسة التوسع في عدد البرامج خصوصًا في المناطق الصغيرة، فلابد من تغطية العجز في محافظات ومناطق متفرقة وفي الوقت نفسه أن تكون البرامج مصممة بشكل احترافي والاعتماد على التقنية المساعدة كحجر الزاوية.

وختم بقوله: لذا ومن خلال هذا العرض السريع والذي يُسهم لوضع أيدينا على جزء مهم من مكمن الضعف العام في التربية الخاصة، فمن الضروري تصميم المبادرات بناء على حاجة الميدان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org