شنّ الكاتب سعيد بن عبدالله الزهراني، هجوماً عنيفاً على من باعوا وطنهم تحت ستار وهمي، مشيراً إلى أن هؤلاء "خلية موتورة" قد غاب عنهم معطيات أساسيات عدة.
وتفصيلاً، قال "الزهراني"، في مقال نشرته صحيفة "المدينة" في عددها اليوم الأحد: "تحت ستار الإصلاح والدفاع عن الحقوق "عملاء السفارات".. ارتموا في أحضان المنظمات المشبوهة وباعوا الوطن"، لافتاً إلى أن عملية القبض على 7 أشخاص أمس؛ للاشتباه بتواصلهم مع جهات خارجية، وتقديم دعم مالي لعناصر معادية في الخارج، ضمن ما يُعرف بخلية "عملاء السفارات" تعكس حجم المؤامرات التي تحاك ضد الوطن من الداخل والخارج، لا سيما وأن الخلية عملت على الانتشار السرطاني وتجنيد عملاء لها في مواقع حساسة؛ من أجل ضرب الأمن الوطني عبر توشح ثوب الحقوقيين لاستدعاء منظمات خارجية مشبوهة للتدخل في الشأن الداخلي.
وأضاف: "اللافت للسخرية أن هذه الخلية الموتورة التي قبلت على نفسها الارتماء في أحضان منظمات مشبوهة مناهضة للوطن، غاب عنها طبيعة هذه التحالفات التي تُستخدم هي فيها كأداة من أجل تنفيذ مصالح هذه الجهات التي لا تريد لهذا الوطن أمناً ولا استقراراً ولا تنميةً، ويبقى السؤال قائماً: ما هدف هؤلاء؟".
وأوضح: "بكل تأكيد ليس الخير للوطن، وإنما إثارة الفتن والمؤامرات والتحريض على القيادة والوطن، في وقت يحسدنا فيه الجميع على نعمة الأمن والاستقرار الذي نعيش فيه، لقد غاب عن هؤلاء إذا كان هدفهم الإصلاح كما يزعمون، وهو منهم براء، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تعيش منذ الساعات الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسيرة التنمية والإصلاح، بها نهضة إصلاحية شاملة، لم تترك شاردة ولا واردة، كان الفائز فيها المجتمع بكل أطيافه، وخاصةً النساء اللاتي حاولت الخلية تلبّس قضيتهم بأسلوب ممجوج، وإذا كان الشيء بالشيء، وجب تقديم التحية لجهاز أمن الدولة على هذا الأداء الاحترافي الذي أوقع بهذه الخلية سريعاً، بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة والمختصة بمتابعة أصحاب الحسابات والمعرفات الوهمية التي اعتادت ترويج الشائعات والفتن واستعداء المنظمات الأجنبية المشبوهة للعمل ضد المملكة في مختلف المحافل".
وتابع: "لقد غاب عن هؤلاء الذين باعوا وطنهم، عدة معطيات أساسية، أبرزها قوة الدولة وحزمها ضد الموتورين والخائنين أيضاً، حيث سبق وأشارت إلى استعدادها لمقاومة الإرهاب لمدة 30 أو 50 عاماً، وكذلك حرصها على اجتثاث التطرف والعودة إلى الإسلام المعتدل أساس كل إصلاح".
وبيّن: "أما الأمر الثاني فهو الحرص على تكريس الاعتدال في المجتمع باعتباره ركيزة التطوير والإصلاح الشامل الذي تخوضه المملكة عن قناعة تامة؛ اتساقاً مع مصالحها الداخلية، وقد سبق وأكد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى العهد -يحفظهما الله- أكثر من مرة، أنه لا مكان للتطرف في المملكة على الإطلاق سواء من اليمين أو اليسار، وإنه لا مزايدة على الوطن ولا مرتكزات الإصلاح المختلفة".
وزاد: "ولعله يبدو من نافلة القول الإشارة إلى ضرورة الالتحام مع القيادة في هذه المرحلة المصيرية من عمر الوطن، وقد بات واضحاً أن بلادنا مستهدفة من دول وجهات معادية، في وقت بات لا هم للإرهاب إلا تفكيك الدول الوطنية والعمل على تخريبها، من الداخل والخارج. وقد كشفت السنوات الأخيرة من عمر الأمة العربية ضرورة عدم الانخداع بالشعارات البراقة وإنما إخضاعها للتحليل والدراسة ومعرفة الأجندات الخفية التي تقف وراءها، ولعل ما حدث في الربيع العربي يعد مثالاً يجب التوقف عنده بالتحليل والدراسة لسنوات وسنوات.
واختتم بالقول: "الواقع أنه فات على هذه الخلية الموتورة أن تواصلها مع الإعلام الدولى والجهات الخارجية قد يجعل لها أي نوع من الحماية أو الحصانة، وهم واهمون بكل تأكيد في وطن تعلم قيادته قيمة ترابه ومكتسباته التي يجب صونها بالروح والدم، وفي النهاية تبقى كلمة لهؤلاء العملاء الموتورين وهي أن المواطن أكثر وعياً بأمن الوطن واستقراره من هؤلاء المزايدين الذين وقعوا في بئر الخيانة".