جاء ملتقى المرجعيات الدينية العراقية في مكة المكرمة لتشخيص الواقع، والخروج بقرارات تحدد الأدوار الملقاة على عاتق المؤسسات الدينية، وإجراءات التنسيق المقترحة؛ وذلك لتحقيق الهدف المشترك؛ ليكون دليلاً إرشاديًّا عامًّا للجميع في الداخل العراقي وغيره.
ويسعى المشاركون في المؤتمر إلى وحدة الصف والرأي، وإلى تأكيد تعزيز الأُخوّة الدينية بين السُّنة والشيعة، وتأكيد أيضًا مواجهة الطائفية وخطاب التطرف الديني أيًّا كان مصدره ومكانه وزمانه ومبرراته.
وهذا ما أكده أمين رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى في كلمته بالمؤتمر حين قال إنه لا يوجد بين السُّنة والشيعة إلا التفاهم الأخوي، والتعايش الأمثل، والتعاون والتكامل في سياق المحبة الصادقة.. وكل هذا مع استيعاب الخصوصية المذهبية لكل منهم في دائرة دينهم الواحد، وهو دين الإسلام.
كما أكد المؤتمر مواجهة التطرف الديني بمصادره كافة، إضافة إلى تعزيز سبل محاربة الطائفية الدينية، ونبذ خطاب الكراهية والصراع الفكري والثقافي في العالم الإسلامي. وثمَّن البيان الختامي للملتقى دور السعودية في تعزيز التعايش السلمي.
وتعمل رابطة العالم الإسلامي على التعريف بالإسلام، وبيان حقائقه وقيمه السمحة وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في وعي الأمة المسلمة، وكذلك بذل الجهود الممكنة في علاج وحل قضايا الأمة المسلمة، ودفع عوامل النزاع والشقاق.
كما تهدف الرابطة إلى العناية بالتواصل الحضاري، ونشر ثقافة الحوار، والاهتمام بالأقليات المسلمة وقضاياها، والتواصل معها لعلاج المشكلات التي تواجهها في حدود دساتير وأنظمة الدول التي يوجدون فيها، والحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، وتعزيز مكانتها في العالم، وتحقيق وحدتها.
وكان وفد عراقي يضم كبار العلماء والمرجعيات الدينية في العراق قد وصل إلى السعودية مساء الثلاثاء للمشاركة في "ملتقى المرجعيات العراقية" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة.