تشغيل منفذ "جديدة عرعر" يطوي صفحة من المقاطعة بين أهم بلدَين بالمنطقة

يعزز الأخوّة والصداقة ويفتح الطريق أمام التبادل في المجالَين التجاري والنفطي
تشغيل منفذ "جديدة عرعر" يطوي صفحة من المقاطعة بين أهم بلدَين بالمنطقة

يعتبر منفذ جديدة عرعر الحدودي، الذي سيتم تدشينه وتشغيله الأسبوع القادم -بإذن الله-، أحد المنافذ البرية الواقعة على الشريط الحدودي الشمالي للسعودية.

ويقع المنفذ في مركز الجديدة التابع لمنطقة الحدود الشمالية، وتحديدًا شمال مدينة عرعر بنحو 50 كيلومترًا، وجنوب غرب مدينة النخيب العراقية. وهو من المنافذ البرية الحيوية والمهمة تجاريًّا واقتصاديًّا.

وتفصيلاً، تم إغلاق منفذ جديدة عرعر الحدودي عام 1990م أثناء أزمة الخليج بعد غزو الجيش العراقي الغاشم لدولة الكويت، وانقطاع العلاقات بين العراق ودول الخليج. واستمر الإغلاق منذ ذلك العام ما يقارب 27 عامًا حتى شهر أغسطس عام 2017م؛ إذ أعيد افتتاح المنفذ بشكل دائم أمام المسافرين، وبدأت عمليات التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق بعد أكثر من عقدين ونصف العقد من الإغلاق والمقاطعة.

وفي 21 نوفمبر عام 2018م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال زيارته - أيده الله - لمنطقة الحدود الشمالية حجر الأساس لمشروع إنشاءات وتحسينات منفذ جديدة عرعر الحدودي، بحضور مسؤولين من الجانب العراقي، وتم حينها البدء بتنفيذ المشروع على مساحة تقدر بمليون و666 ألفًا و772 مترًا مربعًا، وبقيمة إجمالية بلغت 259،441،433 ريالاً.

ويضم المشروع منطقة لوجستية بمنزلة البوابة الاقتصادية الشمالية للمملكة، وساحة تبادل تجاري، تربط المملكة العربية السعودية بقارتَي أوروبا وآسيا، تشتمل على كبائن للجمارك والجوازات للجانبَين السعودي والعراقي لخدمة وإنهاء إجراءات العابرين، ومبانٍ إدارية للقطاعات الأمنية العاملة بالمنفذَين، ومبانٍ أخرى للإدارات التي تخدم المختصين في المناطق الجمركية. كما يتضمن المشروع شبكة طرق حديثة، تربط جميع مرافقه ومكوناته بين الجانبين لتسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين.. إضافة إلى العمل على إتاحة رحلات الحج والعمرة طيلة أيام السنة من خلال المنفذ لحجاج العراق والدول المجاورة.

وكان ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد التقى عبر الاتصال المرئي مساء الثلاثاء رئيس وزراء العراق السيد مصطفى الكاظمي في اجتماع الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي – العراقي, وكان من نتائج الدورة في البيان المشترك الموافقة على افتتاح منفذ جديدة عرعر الحدودي، وتشغيله بعد 7 أيام، أي بتاريخ 17 نوفمبر الجاري. وكذلك تدشين الملحقية التجارية السعودية في بغداد، وبدء أعمالها في القريب العاجل.

وبتشغيل المنفذ الحدودي بين السعودية والعراق رسميًّا بعد أسبوع ستنطوي صفحة من المقاطعة والهجر بين أهم بلدين في المنطقة، وتصبح الخلافات من الماضي، وستُفتح صفحة جديدة من الأخوّة والصداقة، ويُفتح الطريق أمام التبادل في المجالَين التجاري والنفطي، إضافة إلى المصالح المشتركة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولاسيما أن السعودية والعراق تشتركان في حدود برية تتجاوز 800 كم، وعودة العلاقات إلى طبيعتها ستجعل العراق يستعيد قوته بمساعدة السعودية له، وتجاوز أزمته الاقتصادية الحالية، وإبعاده عن كل الخلافات السياسية التي تتسبب في زعزعة أمنه واستقراره.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org