انشغل العلماء منذ مساء السبت الماضي بتفسير حدوث تسونامي إندونيسيا المفاجئ بدون زلزال يسبقه، حيث قدموا نظريتين لتفسير ما حدث، لكن لا أحد لديه دليل يقدمه لتأكيد نظريته، حتى الآن.
نظرية "انهيار البركان"
وتحت عنوان "تسونامي إندونيسيا: هل يكون البركان هو السبب؟"، قدم موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرًا يركز على نظرية أن انهيارًا في الجانب الغربي من بركان "أناك كراكاتو"، وراء حدوث الزلزال، ويقول التقرير "إن انهيارًا في الجانب الغربي - الجنوب غربي من بركان (أناك كراكاتو) كان سببًا مهمًا، في موجات تسونامي، التي ضربت مناطق ساحلية في إندونيسيا السبت الماضي"، ويضيف التقرير: "من المعروف أن البراكين لديها القدرة على توليد موجات ضخمة. والآلية هي دفع كميات كبيرة من المياه".
صور الأقمار الصناعية
وحسب التقرير، فإن "أول صور جاءت من الأقمار، الصناعية عقب حدوث تسونامي السبت، أشارت بقوة إلى انهيار في الجناج الغربي - الجنوب غربي من البركان، خلال ثورانه. ويؤدي ذلك إلى دفع ملايين الأطنان من حطام الصخور إلى البحر، ما يدفع بالأمواج في كل الاتجاهات".
البروفيسور أندي هوبر، من جامعة ليدز في بريطانيا، متخصص في دراسة البراكين استنادًا إلى الرصد الفلكي. وهو لا يكاد يشك في ذلك التفسير، عند فحص الصور القادمة من مجموعة الأقمار الصناعية الأوروبية "سنتينل وان".
ويقول: "بالإضافة إلى زيادة في حجم فوهة البركان، هناك مظاهر مظلمة في الجانب الغربي، تشير إلى منحدرات حادة في الظل، يفترض أنها نتجت عن انهيار، فضلاً عن تغيرات في الخط الساحلي".
المقارنة بين صور يوم السبت وصور الأقمار الصناعية، التي حُصل عليها قبل تسونامي، تعطي فكرة عما حدث.
لا أدلة
ويضيف التقرير: "لكن التحليل الدقيق لهذا الحدث لن يعرف، قبل أن تصل الفرق المتخصصة إلى منطقة البركان، لإجراء المسوح المناسبة، وهو أمر خطير في الوقت الراهن، إذ إن مزيدًا من الانهيارات قد تجلب مزيدًا من موجات تسونامي".
انهيار أرضي تحت البحر
وتحت عنوان "تسونامي إندونيسيا وقع بدون زلزال"، قدم موقع "ذا فيرج " الأمريكي لأخبار التقنية، تقريرًا علميًا لتفسير ما حدث، حيث يرى بعض العلماء أن انهيارًا أرضيًا ربما وقع تحت سطح البحر، وأدى إلى تحريك موجة تسونامي ضخمة.
وينقل الموقع عن البروفيسور جاكي كابلان أورباتش، عالمة الجيوفيزياء بجامعة واشنطن الغربية، قولها: "يمكن لأي شيء ضخم، يتحرك بسرعة ليشغل حيزًا من الماء أن يتسبب بحدوث تسونامي، دون أن يسبب زلزالاً قويًا، وربما يكون انهيارًا أرضيًا ضخمًا، قد حدث تحت سطح البحر، وفي هذه الحالة يضع الانهيار طاقة ضخمة في الماء وليس على الأرض، ولهذا لم يشعر به سكان المناطق المتضررة في إندونيسيا، لكن ربما تكشف دراسة بيانات أجهزة قياس الزلازل عما حدث".
ويبقى تسونامي إندونيسيا الذي وقع بدون زلزال مساء السبت 22 ديسمبر، لغزًا في انتظار الدراسة والحل.