أجسام مضادة "مخادعة" قد تقف وراء الإصابة الشديدة بكورونا

خبراء: تضرّ المناعة وأنسجة المخ والكبد والجهاز الهضمي
أجسام مضادة "مخادعة" قد تقف وراء الإصابة الشديدة بكورونا
تم النشر في

منذ ظهور كورونا المستجد، يحاول العلماء فهم السبب وراء تفاوت تأثير الإصابة على الأشخاص، لماذا يمرض البعض بدرجة أشدّ من الآخرين؟ ولماذا تتأثر أعضاء مختلفة من الجسم لمدد أطول أحيانا، كما في حال الإصابة بكورونا طويل الأمد؟

أجسام مضادة "مخادعة"

ويقول تقرير علمي على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في الوقت الراهن، تتزايد الأدلة على أن بعضًا من تلك الحالات قد يكون سببه إفراز أجسام مضادة "مخادعة" تُعرف باسم "الأجسام المضادة الذاتية".

ومن الثابت أن الأجسام المضادة

تتصدى للعدوى، لكن الأجسام المضادة الذاتية تخطئ الهدف فتهاجم خلايا الجسم ذاته أو أنسجته أو أعضائه وليس الجسم الغريب.

لكن ما دور الأجسام المضادة الذاتية حال الإصابة بكوفيد؟ وكيف تؤدي إلى تردّي حالة المصاب؟

عندما ينقلب الجسم على نفسه!!

معروف للعلماء والخبراء أنه حتى الأصحاء يفرزون أجسامًا مضادة ذاتية، لكن بكميات لا تسبب ضررًا جسيمًا لجهاز المناعة، لكنْ في حال الإصابة بكورونا المستجد "كوفيد-19 " اكتشف الباحثون في جامعة ييل الأمريكية، أن هذه الأجسام المضادة الذاتية تضرّ الجهاز المناعي وأنسجة في المخ، وأوعية وصفائح دموية، والكبد، والجهاز الهضمي.

يقول آرون رينغ أستاذ علم المناعة المساعد بجامعة ييل، لبي بي سي: "في حال الإصابة بكوفيد، يمكن للأجسام المضادة الذاتية أن تستهدف عشرات من مسارات الجهاز المناعي".

وفي دراسة حديثة نشرت في دورية نيتشر الطبية، قام فريق من الباحثين تحت إشراف الدكتور رينغ بفحص عينات دم 194 مريضًا أصيبوا بكوفيد بدرجات متفاوتة من الشدة.

واكتشف الباحثون "زيادة ملحوظة" في نشاط الأجسام المضادة الذاتية مقارنة بالأشخاص غير المصابين. وكلما زاد عدد الأجسام المضادة الذاتية المكتشفة، زادت شدة مرض المصاب.

يقول رينغ: "إنها سيف ذو حدين؛ فالأجسام المضادة سلاح ضروري للتصدي للعدوى، لكن بعض مرضى كوفيد-19 يفرزون أجسامًا مضادة تضرّ خلاياهم وأنسجتهم الشخصية".

إعاقة الجسم عن التصدي لكورونا

بنى الدكتور رينغ دراسته على دراسة سابقة أشرف عليها جان لوران كازانوفا من جامعة روكفيلر في نيويورك.

وفي أكتوبر 2020 نقلت دورية ساينس العلمية عن فريق الدكتور كازانوفا اكتشاف أجسام مضادة ذاتية في 10 في المئة من حوالي ألف من مرضى كورونا ذوي الإصابات الشديدة.

ولاحظ الفريق أن حوالي 95 في المئة ممن لديهم أجسام مضادة ذاتية لديهم في تلك العينة كانوا رجالًا، وهو ما يفسر أن أغلبية حالات المرض الشديدة بكورونا تقع لرجال.

وخلص الدكتور كازانوفا إلى أن البحث أثبت بأدلة دامغة أن "الإعاقة" التي تسببت بها الأجسام المضادة الذاتية هي "عادة ما تكون السبب وراء تهديد كورونا لحياة المريض".

الأجسام المضادة الذاتية وكورونا طويل الأمد

وكشفت دراسات بحثية أخرى عن علاقة بين الأجسام المضادة الذاتية ومرض كوفيد طويل الأمد الذي يستمر حتى بعد طرد الجسم للفيروس.

وفي دراسة نُشرت خلال الشهر الجاري بدورية نيتشر كوميونيكيشنز، اكتشف باحثون من جامعة ستانفورد أن واحدًا على الأقل بين كل خمسة أشخاص أُدخلوا إلى المستشفى إثر إصابتهم بكورونا أفرزوا أجسامًا مضادة في الأسبوع الأول من دخول المستشفى.

وقال بول جاي أوتز، الذي يقود الفريق البحثي بجامعة ستانفورد: "في غضون أسبوع من دخول المرضى للمستشفى، أفرز نحو 20 في المئة منهم أجسامًا مضادة هاجمت أنسجتهم الذاتية كما لم يحدث لهم من قبل".

ربما لن تتخلص من الأعراض

ويرى الدكتور أوتز أن ذلك يفسر استمرار بعض الأعراض لشهور حتى بعد علاج المرض، فيما يعرف باسم كورونا طويل الأمد.

يقول أوتز: "إذا اشتدت بك الإصابة بكورونا وانتهت بك الحال في مستشفى، فربما لن تتخلص من الأعراض حتى لو تخلصت من سببها".

وفي لندن اكتشف باحثون من جامعة إمبريال كوليدج أجسامًا مضادة ذاتية لدى أشخاص يعانون كوفيد طويل الأمد، في حين أن هذه الأجسام لم تُكتشف لدى مرضى تعافوا سريعًا من الفيروس، ولا لدى أشخاص لم يصابوا بالمرض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org