مع ثورة التقنية وانتشار الأجهزة الكفية بالعالم، أصبحت البرامج والتطبيقات تقدم خدمات جليلة للعالم وتختصر الزمن والمسافة، خاصة برامج الملاحة والتوجيه الصوتي، ومعرفة المواقع.
فما تقطعه بالأمس بساعات طويلة قد تقطعه اليوم بدقائق معدودة، وقد لا تتصل بشخصًا وتطلب منه توضيح مقر سكنه ومكتبه وعمله، فقط يبعث لك "اللوكيشن" أو الموقع وعليك تتبع المسارات والتوجيهات على تطبيق "قوقل مابز" أو خرائط قوقل، وهو أحد أكثر برامج الملاحة استخدامًا بالعالم وتستمع لصوت الرجل العربي الذي يرافقك طوال رحلتك بين الطرقات والأنفاق والميادين وعند مفترقات الطرق حتى تصل وجهتك فيقول لك: "وجهتك على اليمين"، أو "وجهتك على اليسار".
هذا الصوت أصبح من بين الأكثر شهرة في العالم، فالكثير منا مدينًا للمهندس وائل عدنان حبال ولا يمكن لشخص يستخدم التقنية ويقتنيها إلا وقد استفاد من توجيهات المهندس وائل، وهو الصوت العربي الوحيد للبرنامج في العالم.
اليوم نسبر أغواره ونعرف بدايته مع هذه المهنة التي حباه الله بمقوماتها كطبقة الصوت وحدته وسلامة مخارج الحروف.
وقال المعلق وائل لـ"سبق" "في أول ظهور له مع الصحف السعودية: "بداية أشكر "سبق" على هذه الاستضافة وأنا صوت بالأستديوهات منذ سنوات ولي تجارب مع قنوات العربية وإم بي سي وموجود معهم حتى اليوم، ومع الوقت أصبح لدي خبرات، ومن ثم خرجنا لمؤتمرات عالمية في أمريكا ولندن وأسسنا للتعليق الصوتي العربي وعملنا أول "كورس" للتعليق الصوتي العربي في أمريكا ونقلنا التجربة لدبي والعالم العربي، والحمد الله الآن أصبح لدينا طلاب ومتابعون ومتأثرون في هذه المهنة الجميلة.
وأضاف: موهبة الإلقاء لا تنحصر في طبقة صوتية واحدة فكل صوت قد ينفع لمجال معين ويخدم مناطق معينة في الأداء الصوتي وكل صوت له توجهه كذلك الشغف إذا لم يوجد في هذه المهنة شغف وحب سينسحب الشخص.
وعن حصر الإلقاء في الأصوات الثقيلة أوضح: هذه المدرسة القديمة، فأنا بعد اطلاعي على ثقافات الأمريكيين وطريقة التطبيق شاهدت تغيّراً فالمدرسة القديمة في العالم العربي، ولا بد حتى تكون مذيعاً أن يكون صوتك ثقيلاً، وهذا مطلب جميل لو وُجد، لكن ليس شرطًا، لكن الصوت المعتدل والحاد ينفع في مجالات أخرى، نحن في عصر التقنية وعصر الموبايل وأنا لو ما وصلت بصوتي لمنطقة حادة لما شاركت بخرائط قوقل.
وزاد: هذا لأن الصوت العريض لا ينفع في مكبر الصوت، إذًا لابد أن تأخذ صوتاً متوسطاً إلى حاد يناسب هذه التكنولوجيا، فدائمًا المدرسة القديمة مدرسة الإذاعات يقولون لابد للصوت أن يكون ثقيلًا لكن الأصوات الأخرى تنفع لمجالات أخرى.
وقال: الإعلام خرج من التلفزيون والراديو، فأصبحنا في كل مكان نسمع صوت فلان وفلان في المترو والباص والسيارة حتى خرج الموضوع من الإعلام إلى مجالات أخرى ، فأصبحت كل الأصوات تستخدم في أكثر من مجال.
وعن مشاركته في قوقل مابز قال: هم جاؤوا لي عن طريق وسيط أتعامل معه في بلجيكا واستعرضوا بعض الأصوات ووقع الاختيار علي، وأجروا تصفيات وسافرت عندهم ومكثنا ثلاثة أشهر تسجيلات وسجلنا 80 ألف كلمة وجملة حتى انتهينا من العمل وقد بدأت معهم في عام 2004 تقريبًا وخرج العمل 2006.
وأضاف: أنا موجود في يوتيوب بقناتي وألقي قصائد للشعراء الأوائل، وهذه منطقتي الخاصة وموهبتي، لكن قوقل من أكثر الأعمال التي عملتها بحياتي من ناحية الحيادية والمعلومات، إذ لا يوجد فيه أي شعور عاطفي وأضاف لي شهرة وأنا أساسًا موجود في السوق من عام 2002 كمهندس صوت ومعلق.
ومن الأصوات السعودية التي تعجبه أوضح: حقيقة لدي متدربون رائعون، ولكن من يلفت انتباهي محمد الطميحي وخالد مدخلي، وأعتز فيهما وأحيانًا أستعين بهما واستخدم أصواتهما.
وقدّم نصيحته للمبدتئين والهواة: هناك دخلاء ومقلدون للأصوات، وأنا أقول لطلابي ابتعدوا عن التقليد، نعم لابد أن تتأثر بالبداية حتى تجد شخصيتك الصوتية الخاصة، ومن ثم تبرزها ثم يتأثر بك الآخرون، وأنا أستاذي في الإلقاء عمر مجذوب، حتى قال لي ذات مرة أنت صنعت شخصيتك الخاصة، فالتأثر شيء والتقليد الأعمى شيء آخر.
واختتم: الإلقاء مهنة انتشرت في أمريكا وأوروبا من وراء الكتب الصوتية ونحن أمة لا تقرأ، لذلك لم تشتهر هذه المهنة لدينا، لأننا لم نعمل كتباً صوتية، هناك محاولات خفيفة في العالم العربي لكن لم تصل للمستوى المأمول، وهذا الذي أنشأ لديهم جيشاً من المُعلقين لخدمة هذه المهنة، لأنهم أمم تقرأ، نحن لا نعرف هذه المهنة إلا من وراء الإعلانات التجارية.