تنطلق فعاليات اليوم العالمي للمدن، غدًا الأحد، من أجل لفت أنظار العالم إلى ما تعانيه المدن من آثار ومخاطر وكوارث وأزمات ناتجة من تغيرات المناخ سواء كانت فيضانات أو جفافًا أو عواصف أو غير ذلك من الأخطار.
يأتي ذلك تحت شعار "مدينة أفضل لحياة أفضل.. تكيّف المدن من أجل المرونة المناخية".
وأكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري، أهمية هذه التظاهرة الدولية في تنمية قدرات المدن للتصدي لأي أخطار مناخية، في وقت تستهلك فيه المدن أكثر من ثلثي الطاقة في العالم، وهي المسؤولة عما يزيد على 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ حيث تتمركز فيها الكثافة السكانية.
وكشف عن تقرير للأمم المتحدة، أنه حتى عام 2009 كان من يعيشون في المناطق الريفية أكثر ممن يعيشون في المناطق الحضرية؛ أما اليوم فيعيش حوالى 55% من سكان العالم في المدن؛ فيما يُتوقع أن يصل مستوى التوسع الحضري إلى ما يقرب من 70% بحلول عام 2050؛ مما يؤدي إلى بروز تحديات تتعلق بالنمو العمراني والضغط على البنى التحتية ومختلف المجالات، ومنها وسائل النقل والصحة والتعليم والبيئة والخدمات الأساسية.
بينما يعيش نحو مليار شخص من سكان العالم في مستوطنات عشوائية؛ تفتقر لأدنى مقومات الحياة الحضرية؛ مما يجعلهم مُعَرّضين لتداعيات وأخطار الكوارث المناخية؛ حيث إنهم محرومون بدرجات متفاوتة من السكن اللائق وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والمياه العذبة الصالحة للشرب، وغياب أنظمة تصريف مياه الأمطار.
وأضاف: تَكمن دلالات هذا اليوم الدولي في إبراز مكامن الخطر في المدن، ومضاعفة الجهود لمعالجة الآثار المباشرة وغير المباشرة لتكرار الكوارث الناتجة من التغيرات المناخية؛ ولكن يمكن القول إنه رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها المدن؛ إلا أنه يمكن أن تنطلق من كونها حاضنات تقنية لابتكار وسائل وآليات وتطوير حلول مستدامة لأي أخطار مناخية مثل بناء قدرات السكان على التكيف والاستفادة من رأس المال الاجتماعي في المدن للحد من مخاطر الكوارث.
وتعزيز مرونة المدن في مواجهة أي تحديات مناخية مستقبلية، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال إعادة تصميم وجعل المستوطنات البشرية مرنة ومستدامة، ودعم تحقيق الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، وهو "جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة".
وكذلك العمل على نشر ثقافة التوسع الحضري؛ لأهميتها في إتاحة أشكال جديدة للإدماج الاجتماعي، وتعزيز التنوع في المدن، وتعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، ودعم التعاون بين دول العالم لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم.
وبيّن أهمية استثمار هذه التظاهرة الدولية في بناء مدن مستدامة تستخدم الطاقة المتجددة والابتكارات الرقمية من أجل خدمة سكانها، وتأمين حياة أفضل للأجيال القادمة، وتعزيز سعي المدن إلى تحقيق المزيد من ابتكارات الذكاء الاصطناعي وزيادة الوعي بكيفية استخدام الابتكارات الرقمية لتقديم الخدمات الحضرية لتحسين نوعية الحياة وتحسين البيئة الحضرية من أجل تحقيق تأثير دائم في المجتمعات، وضمان عدم ترك "أي شخص خلف الركب"، وإبراز أي تقنيات جديدة تساهم في إنشاء مدن أكثر شمولية، والعمل على تثبيت السكان في المناطق الريفية والزراعية، وإعداد مشاريع إنتاجية صديقة للبيئة.
ونوه "التويجري" قائلًا: وتحل مناسبة هذا اليوم في هذا العام بعد أيام من إطلاق سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مبادرتيْ "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، وقد شارك مع سموه يوم إطلاق المبادرتين عددٌ من رؤساء الحكومات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالإصحاح البيئي ومواجهة التغيرات المناخية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بتاريخ 27 ديسمبر 2013، قرارها بتحديد يوم 31 أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للمدن من أجل تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قُدُمًا نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم، في وقت يعيش فيه نحو أكثر من نصف سكان العالم في المدن؛ فيما يُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050.