اختارت كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم، "النخلة"، لتعبر عن عمق الهوية للمنطقة، خلال مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 32" تحت مظلة إمارة منطقة القصيم.
وذهب القائمون على هذا الركن إلى أبعد من استعراض أنواع التمور؛ حيث قرروا "نبش" الجذور المتأصلة للنخلة في جوف الأرض لتعريف الزوار بالثمرة العريقة التي "تؤتي أكلها" صيفاً وشتاء.
وفي الطابق الثاني من جناح القصيم وعلى مساحة تتجاوز 70م، تصطف أصناف التمور داخل طاولة زجاجية صممت على هيئة مزرعة وأحواض تقليدية أبهرت الزوار.
ومن الجوانب الأربعة تحيط المنتجات العالمية التي تستفيد من التمر مثل "المعمول والشوكولاتة"، وغيرها من الصناعات التحويلية.
ويشعر الزائر لـ"جناح النخلة" بالأريحية والفخر وهو يشاهد حجم الاهتمام بـ"النبتة" التي تمثل غذاءه اليومي امتداداً لمائدة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته.
ويبدأ الزائر خطواته مع أسرته بين مجسمات سعف النخيل، ويتلقى كماً هائلاً من المعلومات التاريخية عن نشأة النخلة، ومناطق انتشارها بالعالم، ثم مراحل نموها، والممارسات الزراعية وطرق إكثار نخيل التمر ، وآلية حمايتها من الأمراض الفطرية، ليخرج الضيف بحصيلة معلوماتية وافرة.
وبات من المألوف توقف الزوار طويلاً بين سعف النخيل "الافتراضي" لقراءة محتوى السكريات في بعض أصناف التمر من الأعلى تركيزاً إلى الأقل تركيزاً مثل "الجلوكوز" و"الفركتوز" و"السكروز"، بينما جاوز عدد الأصناف المعروضة بعد الفحص المخبري أكثر من 60 صنفاً.
ولا يخرج زائر جناح "النخلة" بألوانه الخضراء الزاهية، إلا بهدية تضم عينة من أنواع التمور تعبّر عن كرم أهالي المنطقة التي تحوي أراضيها ستة ملايين نخلة باسقة "لها طلع نضيد" في وطن النماء والعطاء.