نحو عالم السعودية: أهلاً نيوم

نحو عالم السعودية: أهلاً نيوم

قفزة هائلة، ونقلات متسارعة، تجعلنا نصاب بدوار، ما الذي يحصل؟!، وكيف تقبلنا ركودنا السابق؟!، فبعد أن كانت المملكة الرائدة على مستوى المنطقة، رضينا بالركود والتوقف عن الركض، ليس إستسلاماً، ولكن لنمنح الأشقاء فرصة اللحاق بِنَا، ومع الأسف تأقلم المجتمع مع الركود، فرضي به ليمنح فرصة للأفكار المتطرفة أن تحرك من يرغب بالركض، حتى وإن كان في إتجاه خاطئ.

اليوم بعد ما يقارب ٣٨ عاماً من الركود، هاهو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، منطلقاً من حب الوطن وبتعليمات وتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يقود مستعيناً بالله ومتمسكاً بدينه ثم عاداته وتقاليده، نهضة شاملة تختصر ركود البضع وثلاثين عاماً بل وتتجاوزه نحو الألفية الجديدة.

ما يحدث منذ إعلان رؤية ٢٠٣٠م، في ابريل ٢٠١٦، وحتى اليوم، يشبه إلى حد كبير الإنجاز العظيم الذي كان في يناير ١٩٠٢م حين فتح الامام المؤسس الملك عبدالعزيز الرياض، لتكون نقطة الانطلاق نحو تأسيس المملكة العربية السعودية، والحال يتكرر على يد "عبدالعزيز الثاني" الأمير محمد بن سلمان، والذي يقود إقتصاد المملكة وتنميتها وتعليمها وتطويرها برؤية مبتكرة وسعة مدارك وإطلاع، لتستمر المملكة وشعبها فوق هام السحب، كما هي دائماً.

مشروع "نيوم" الذي أعلن عنه في مبادرة مستقبل الاستثمار، يقود المملكة لعالم جديد، يتجاوز حتى العالم الأول، الذي كنّا نعمل على الوصول إليه، ويجعل دول العالم الأول تسعى للوصول نحو "عالم السعودية"، العالم العظيم الذي يجمع بين القارات، العالم الحالم الذي يصعب على المنطقيين إستيعابه، العالم التقني الذي يعبر عن أحدث الصرعات التكنولوجية، العالم القريب الذي يستطيع جميع سكان المعمورة الوصول إليه خلال ساعات معدودة، العالم الاستثماري الذي هو عَصّب التجارة العالمية، العالم السعودي الذي سيجمع كل الأجواء والتضاريس بكيلومترات معدودة، عالم عرابه رُبّان برتبة الامير محمد بن سلمان.

الحياة في "نيوم" هي شيء من الحلم اليوم، إلا أنها غداً ستكون واقعاً لأفضل العقول والشركات بالعالم، وستصل مساهمته في الناتج المحلي للمملكة في عام ٢٠٣٠م، الى نحو ١٠٠ مليار دولار، بحسب محللين إقتصاديين عالميين، وسيكون الناتج المحلي للفرد بهذه المنطقة هو الأعلى على مستوى العالم.

أتذكر أثناء سفري للصين وسنغافورة وكندا والولايات المتحدة، كان الجميع يسأل عن "دبي" وكيف تحولت من صحراء إلى وجهة سياحية يتمنى الجميع زيارتها، ولا أخفي أني كمواطن خليجي كنت أشعر بفخر، ولكن كم هو مؤسف الآن أن أظن أني لن أسافر بعد إتمام مشروع "نيوم"، إلا إليه، ولن أَجِد أحدا يسألني عنه، لأغبطني يوماً على بلد ولد ليكون عنواناً للفخر، وأمير حالم أفتخر أن عايشت زمانه، حتى نظل دوماً عنواناً للمجد كما نستحق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org