قصة غرق مبتعثَين أنقذا طفلًا أمريكيًّا.. حلقة ضمن سلسلة بطولات كبيرة سطرها السعوديون

"السريحي" تُوُفِّي وهو ينقذ صبيًّا ووالده و"المطيري" حرر 3 طالبات احتجزهنّ حريق
قصة غرق مبتعثَين أنقذا طفلًا أمريكيًّا.. حلقة ضمن سلسلة بطولات كبيرة سطرها السعوديون

أعادت قصة الشابين السعوديين اللذين لقيا مصرعهما غرقًا في نهر "شيكوبي" بولاية "ماساتشوستس" الأمريكية، وهما يحاولان إنقاذ طفلين أمريكيين جرفهما التيار القوي، إلى الأذهان قصص وبطولات المبتعثين السعوديين، الذين سطروها في الخارج، وأظهروا فيها شجاعة فائقة استمدت من منطلقات إنسانية، وقيم عربية وإسلامية يتحلَّى بها المجتمع السعودي، فكانوا خير قدوة ومثال للدين الإسلامي والشباب السعودي والعربي.

ولم يكن موقف هذين البطلين أولى قصص الشجاعة والإقدام السعودية؛ فسبقهما غيرهما من الأبطال بقصص سال حبر الإعلام المحلي والعالمي كتابة وتدوينًا عنها؛ فمنهم من كُتبت له النجاة بعد محاولة الإنقاذ، ومنهم من لم ينجُ، ولكن ظلت ذكراه مخلدة يُحييها الأحباء والأقرباء بشيء من الدموع وكثير من الفخر.

أنقذ طفلًا ثم غرق!

كتب المبتعث السعودي مشاري السريحي أسمى آيات البطولة في ولاية "أوهايو" الأمريكية، عندما أقدم على إنقاذ طفل يبلغ من العمر 14 عامًا بعد أن انقلب المركب الذي كان يستقلّه "السريحي" رفقة الطفل ووالده في إحدى البحيرات على إثر عاصفة قوية، وتُوُفِّي غرقًا، وهو يحاول إنقاذ والد الطفل.

وسارع الشاب السعودي لإنقاذ الطفل، وإعادته إلى بر الأمان، ثم التفت سريعًا عائدًا إلى البحيرة الباردة لإنقاذ والد الطفل، ولكن كانت إرادة الله أقوى؛ فلقي الشاب السعودي وجاره مصرعهما، بعد أنْ نال منه التعب الشديد؛ بسبب برودة الماء وقوة العاصفة. وتناقلت وسائل الإعلام الأمريكية قصة البطل مشيدة بما أقدم عليه، وأشارت إلى أن والدة الصبي الأمريكي طلبت من أصدقاء مشاري بعض الكتب التي تشرح الدين الإسلامي؛ لمعرفة حقيقة هذا الدين العظيم الذي تصل سماحته لدرجة أن تجعل الشخص يخاطر بحياته من أجل إنقاذ شخص آخر من غير ديانته ومن غير جنسيته.

بطل نهر يارا

وفي أستراليا في مطلع العام الميلادي الحالي 2018، عرّض المبتعث السعودي أحمد المحيميد حياته للخطر لإنقاذ رجل مسن سقط في نهر "يارا" في مدينة ملبورن، وبعد أن سمع نداءات الاستغاثة المتتالية، ولم يجد من يحرك ساكنًا، رغم وجود عدد من الأستراليين في المنطقة، فقرر الشاب الذهاب إلى مصدر الصوت فوجد شخصًا في وسط النهر يطلب النجدة، فلم يتردّد في القفز في النهر والسباحة لإنقاذه، على الرغم من وجود سمك القرش بالمنطقة وقام بسحبه إلى بر الأمان، وهو ما دعا وسائل الإعلام الأسترالية إلى إطلاق لقب "بطل نهر يارا" عليه.

وتعرض "المحيميد" لبعض الإصابات جراء قفزه في النهر، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يبدِ ندمًا على تصرفه الذي يحمل ما يحمل من بطولة وشهامة؛ إذ قال لـ"سبق" حينذاك: "إن ما دعاه لهذا التصرف والمخاطرة رغم خطورة السباحة في هذا النهر وعدم نظافة مياهه، ووجود أسماك مفترسة، هو دينه الإسلامي وتقاليده السعودية التي نشأ عليها".

بطل النار

وقبل نحو 5 أعوام تمكن مبتعث سعودي في ولاية إنديانا الأمريكية من إنقاذ 3 طالبات سعوديات، بعد أن احتجز حريق إحداهن داخل غرفتها في المبنى السكني الذي تقيم فيه المبتعثات، بينما تعرض البطل لبعض الحروق من الدرجة الثانية.

وتعود أحداث القصة حينما كان يجلس الطالب "ثامر بن سليمان المطيري" الذي يدرس الهندسة الميكانيكية في شقته، ولفتت انتباهه نداءات الاستغاثة الصادرة من الشقة المجاورة له، فقام على الفور باستكشاف الأمر، فوجد حريقًا هائلًا قد شب في شقة المبتعثات، فسارع إلى إخراج طالبتين من الشقة، في حين كانت طالبة ثالثة محتجزة داخل الشقة، ولم تتمكن من الخروج بسبب الأدخنة التي غطت الأجواء، فخاطر بحياته واقتحم النيران، وتمكن من إخراجها من الشقة سالمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org