وادي العقيق الوادي المبارك في المدينة المنورة، والذي يعشقه أهالي وزوار المدينة خاصة وقت الأمطار وجريان السيول؛ إلا أنه في وجدان المسلمين منذ 14 قرناً وسيبقى بإذن الله، ويعد هذا الوادي بين أمين أهل السماء وأمين أهل الأرض، ومنه انطلقت حضارة عمرانية منقطعة النظير في العصر الأموي، وما زالت بعض القصور شاهدة على هذه الحضارة، فيما تسعى هيئة تطوير المدينة المنورة إلى مشروع التأهيل البيئي لهذا الوادي ليكون مكان جذب سياحي بقلب المدينة.
ويشهد وادي العقيق كثافة زوار هذه الأيام، بعد هطول الأمطار وجريان العديد من الأودية والشعاب، وسط اهتمام من قِبَل الجهات الحكومية في المدينة المنورة، والتي تتابع تحركات المواطنين الذين جاءوا يشاهدون هذا النهر الذي يتوسط المدينة المنورة.
يقول الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالله كابر: إن وادي العقيق الوادي المبارك في المدينة المنورة، وهناك أماكن شاهدة بعالم الغيب كالروضة الشريفة ووادي العقيق؛ حيث قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال صلِّ في هذا الوادي المبارك"؛ فكان النبي في وقتها عند شجرة في وادي العقيق وهي التي نُسب لها فيما بعد مسجد الميقات؛ فقيل له مسجد الشجرة، وهذا المسجد هو ميقات أهل المدينة المنورة وما يمر بها.
ويؤكد "كابر" أن وادي العقيق وادٍ مبارك، والبركة نُسبت في القرآن إلى المكان في قوله تعالى: {مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}، وقيل في معنى البركة النمو والزيادة، والبركة نظام غيبي يدخل في الأشياء فيحدث فيها أثراً نفعياً؛ فيحصل النفع فيما بارك الله فيه أكبر ما يتصور منه، وهذا الوادي بين أمين أهل السماء "جبريل عليه السلام الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم"، وأمين أهل الأرض.
وبيّن أنه منذ القرن الأول -وتحديداً في العهد الأموي- شهد وادي العقيق حضارة عمرانية منقطعة النظير؛ فبنى أهل المدينة في العهد الأموي وبعض التابعين قصوراً ما زالت شواهدها باقية حتى اليوم، ومن أشهرها قصر سعيد بن عاص، وهناك نفوش أثرية قديمة توثّق هذه الحضارة العظيمة، ومعروف عشق أهالي المدينة المنورة لوادي العقيق منذ 14 قرناً.
واختتم "كابر" بالشكر لحكومتنا الرشيدة بعنايتها واهتمامها بهذا الوادي؛ حيث أعلنت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة برئاسة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المنطقة عن مشروع التأهيل البيئي لوادي العقيق ليكون مكان جذب سياحي ويظهر بمكانة لائقة به؛ كونه أحد أهم عناصر الجذب السياحي في المدينة المنورة.
