"الحارثي" يكشف رؤية أرفع 5 مسؤولين عراقيين بشأن السعودية وبلادهم

مقال لخص فيه 4 أيام قضاها في بغداد وبلور مستقبل "أرض الفرات" مع الطائفية
"الحارثي" يكشف رؤية أرفع 5 مسؤولين عراقيين بشأن السعودية وبلادهم
تم النشر في

يعيش العراق مرحلة جديدة بعد هزيمته "داعش" وتأكيده وحدته برفض الاستفتاء على استقلال الأكراد؛ حيث يكشف رئيس تحرير مجلة "الرجل" عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين محمد فهد الحارثي؛ في مقال له، عن توجهات العراق ومستقبل المرحلة المقبلة مع السعودية، خاصة أنها تأتي قبل انتخابات مصيرية تجرى في ١٢ مايو المقبل.

ويقدم قراءة لواقع المتغيرات من خلال اللقاءات مع القيادات العراقية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم؛ ورئيس الوزراء حيدر العبادي؛ ورئيس البرلمان باسم الجبوري؛ ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري؛ ووزير الداخلية قاسم الأعرجي؛ ووزراء وقيادات حزبية.

ويوضح "الحارثي الذي كان في زيارة للعراق ضمن الوفد الإعلامي السعودي استمرت أربعة أيام، أن توجّه العراق السياسي هو للتنمية الداخلية والنأي بالنفس في السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن العراقيين الذين مروا بحروب مختلفة سواء خارجية أو طائفية أو مع الإرهاب يبدو أنهم تعبوا من مسلسل الحروب ويطمحون إلى الانتقال للاستقرار والتنمية.

ويقول: "كل القيادات السياسية التي التقت الوفد الإعلامي أكّدت أهمية العلاقة مع السعودية واعتبروها البوابة التي ستُعيدهم إلى الحضن العربي؛ حيث قال الرئيس فؤاد معصوم؛ إن السعودية دولة مهمة ومؤثرة وكان من الطبيعي أن تكون زيارتي الأولى لها بعد تسلُّمي منصب الرئاسة، فيما أكّد حيدر العبادي؛ رئيس الوزراء، إعجابه الشخصي بالإصلاحات الداخلية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال إنها إصلاحات مهمة وجريئة ولديه رؤية شاملة؛ مؤكداً أن العلاقات السعودية - العراقية تتطوّر والمجلس التنسيقي خطوة مهمة في توثيق العلاقة".

ويستعرض "الحارثي"، في مقالة موسعة، رؤية القيادة العراقية للشحن الطائفي في العراق، وكيفية مواجهة الدولة موضوع الطائفية.

وأوضح باسم الجبوري؛ رئيس البرلمان، أن العراق يتجاوز الطائفية, وأن هناك أخطاءً وقعت في الماضي أسهمت في تأجيجها، فيما يرى إبراهيم الجعفري؛ وزير الخارجية العراقي، أن هذا الجيل العراقي اكتوى بالحرب الأهلية ولن يسمح بتكرارها, وأضاف أن مَن يثير الفتنة ليسوا من السنة ولا من الشيعة، وأن هناك واحداً من كل أربعة عراقيين من والدين مختلفي المذاهب، كما تستعرض المقالة المتغيرات السياسية والتحالفات الجديدة في الانتخابات، ورؤيتهم تجاه "المحاصصة" في المناصب الحكومية.


نص المقال:

ثلاثة انتصارات جوهرية تمهد لانتخابات مصيرية وعراق جديد

محمد فهد الحارثي

الرئيس العراقي فؤاد معصوم: الطائفية موجودة ولكن حدتها تراجعت بشكل كبير

"معصوم": السعودية دولة مهمة ومؤثرة ولذلك كانت زيارتي الأولى لها بعد تسلمي منصب الرئاسة

"معصوم": الخلاف السعودي الإيراني ليس مذهبياً والجغرافيا لا يمكن تغييرها

"معصوم": شعور بالمرارة من التجارب السابقة والعرب انشغلوا عنا

رئيس الوزراء حيدر العبادي: نتابع الإصلاحات الداخلية لولي العهد السعودي بإعجاب وهي مهمة ولديه رؤية

"العبادي": الانتخابات في موعدها ونحرص على تقوية القرار السياسي العراقي

"العبادي": العراق يملك قراره السيادي ونسعى لعلاقات متوازنة مع جيراننا

"العبادي": في حربنا مع "داعش" عدنا إلى التاريخ ودرسنا حروب العصابات

"العبادي": العلاقات السعودية العراقية تتطور والمجلس التنسيقي خطوة مهمة في توثيق العلاقة


رئيس البرلمان باسم الجبوري: هناك أخطاء ارتُكبت أسهمت في تأجيج الطائفية

"الجبوري": تخلصنا من مواجهة الإرهاب عسكرياً ولكن ليس فكرياً بعد

"الجبوري": نتوقع أن تسفر الانتخابات عن حكومة قائمة على الأغلبية السياسية غير الطائفية

وزير الخارحية إبراهيم الجعفري: نحن جيل اكتوى بالحرب الأهلية ولن نسمح بتكرارها

"الجعفري": واحد من كل أربعة عراقيين من والدين مختلفي المذاهب

"الجعفري": من يثير الفتنة الطائفية ليسوا من السنة ولا من الشيعة


وزير الداخلية قاسم الأعرجي: العلاقات الأمنية مع السعودية متطورة ولدي اتصال هاتفي أسبوعي مع وزير الداخلية السعودي

رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم: لو استقلّت دولة للأكراد لربما كانت البصرة تطالب باستقلالها وتنتهي الدولة العراقية بأكملها


المقدمة:

المدن مثل البشر لها ملامح ونكهة وأمزجة. بعضها عابس مهما حاولت أن تبتسم، ومدن منغلقة على ذاتها تنزعج من أي زائر. ومدن تعشق الماضي وتركض إليه، وأخرى تحتضن اللحظة وتعيش المستقبل. وظلت بغداد بملامح غامضة؛ فهذا الاسم يحمل مشاعر مختلفة. فهي التاريخ والحضارة وعمق العروبة، وهي من جهة أخرى ذاكرة حروب وصراعات طائفية وإرهاب. يعبر بيت للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي بعد عودته للعراق عن واقع الحال ويقول: "هذه بغداد التي فاجأتني يا عودة للدار ما أقساها". وشخصياً كنت أشتاق لزيارة بغداد، وتخيلتها في أشعار شاكر السياب ومحمد الجواهري وبلند الحيدري، وبقيت مسافة بين الحلم وتحقيقه، حتى أتت اللحظة فكان لقاء عاشق مع معشوقة لم يرها من قبل. وفي مطار بغداد تلحظ محبة العراقيين وشوقهم للسعوديين. وشعور عفوي تلمسه في كل مكان ومع كل لقاء. والسؤال الذي يتكرر: وينكم من زمان؟ وهو سؤال يفتح ملفات كثيرة، ولكنها فعلاً الزيارة الأولى لوفد إعلامي سعودي منذ ٢٨ سنة.

من فندق المنصور الذي يطل على نهر دجلة تأملت المكان، وتذكرت اسم هذا الفندق الذي كان يتكرر على مسامعنا منذ حرب الخليج الأولى، مدينة أخذ منها الدهر ما أخذ، ولكنها بقيت صامدة وقوية. ربما شاخت ملامحها، ولكن متجددة بشعبها. فالحياة في بغداد على غير ما يتخيل الكثيرون عادية، والأماكن مكتظة، وعند زيارتنا لمنطقة المنصور في وسط بغداد كانت المطاعم والمقاهي مزدحمة. وفي جولتنا مع الزملاء في الوفد الإعلامي السعودي، الذي ترأسه الزميل خالد المالك، في منطقة المنصور كان الناس يتحدثون معنا مباشرة ويرحبون بتلقائية وكرم الضيافة. كانت فرصة للقاء المواطنين والإعلاميين العراقيين، وكذلك القيادات العراقية، وكانت الدعوة من مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين، وهي ربما واحدة من أنشط النقابات الصحفية وأقدمها في العالم العربي.

العراق اليوم إيقاع مختلف ورؤية جديدة. هناك قواسم مشتركة في الحديث بين كل السياسيين العراقيين محورها أننا تعبنا من الحروب، ونريد أن نتفرغ للتنمية وبناء الإنسان. ويبدو أن هناك توجهاً لسياسة النأي بالنفس؛ فهناك شبه تفاهمات بين القيادات السياسية أن الأولويات هي العراق والاستقرار. الإجراءات الأمنية ونقاط التفتيش في الشوارع واضحة، ولكنها توقف السيارات المشتبه بها أو للتفتيش الدوري، ولكن الحركة طبيعية. تشعر أن هذا البلد انشغل بالحروب فنسي التنمية. ولذلك تشكل العراق واحدة من أهم الدول للشركات الاستثمارية؛ نظراً لوجود فرص كثيرة ومغرية.

أربعة أيام في بغداد منحتنا الفرصة أن نطلع عن قرب على الواقع العراقي ونسمع من صانعي القرار مباشرة، ونلتقي بالإعلاميين والمثقفين. وهي فرصة من الصعب أن يفوتها أي إعلامي. ولقد كان لنا لقاء مع رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادري، ورئيس مجلس النواب باسم الجبوري، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وقيادات سياسية ووزراء ومسؤولين. وربما كان توقيت الزيارة مهماً في حد ذاته؛ لأنه يأتي قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة في ١٢ مايو المقبل، والتي يقال إنها ستشكّل وجه العراق الجديد للعقود المقبلة. من هذه الأجواء كان هذا ملخص اللقاءات والانطباعات.

يعيش العراق الآن نشوة الانتصارات، وتشعر بأن معنويات العراقيين ارتفعت خاصة بعد هزيمتهم لداعش وتحريرهم للأراضي العراقية. وكذلك بعد تأكيد وحدة أراضي العراق ورفض الاستفتاء الكردي. وهناك رؤية سياسية جديدة ترى أن الأولوية هي للتنمية وليس للسياسة. ويقولها صراحة فؤاد معصوم رئيس الجمهورية العراقية: لا نريد أن نكون جزءاً من الصراعات الإقليمية والدولية، وندرك أننا إذا دخلنا في الصراعات الإقليمية سنخسر. ويبدو أن هناك شعوراً بالمرارة من التجربة السابقة ويقول: إن العرب انشغلوا عنا، وربما ظروفهم لم تسمح لهم بمساعدتنا، ويستشهد بأن الدول الأجنبية هي التي فتحت السفارات في بغداد، بينما العرب تأخروا. ويتفق هذا التصور مع رؤية حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي يقول إن استراتيجينا تقوم على علاقات إيجابية مع الكل، ولن تكون لنا علاقات لدولة على حساب أخرى، ويضيف: المنطقة تحتاج إلى الهدوء والاستقرار ومزيد من الحوار. ويبدو أن العراقيين تعبوا من الحروب وهي التي رافقتهم لعقود طويلة، ولذلك يقول الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية: نحن جيل اكتوى بنار الحرب الأهلية، ولن نسمح بتكرارها.

ويرى العراقيون أنهم حققوا ثلاثة انتصارات استراتيجية ومفصلية؛ وهي التي ستنقلهم إلى دولة المواطنة التي يسعون لها، ويحددونها بهزيمة الطائفية، والانتصار على الإرهاب، والتأكيد على وحدة العراق بعد فشل استقلال الأكراد. وبالنسبة للعراقيين فقضية الطائفية حساسة، فالعراق عاني من حرب طائفية والقتل على الهوية، ويتذكر العراقيون الحرب الأهلية ٢٠٠٦ -٢٠٠٧ التي حصدت أرواح عشرات الألوف، ودمرت مناطق، وهجّرت مئات الألوف من مناطقهم، ولذلك يتفق الكثيرون أن أي مقاربة لوضع العراق لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار التركيبة الطائفية والقومية. والشعب العراقي يعاني من صعوبات فرغم مرور 15 عاماً على إسقاط نظام الحكم السابق، إلا أن البعض يقول إن واقع العراق سيئ والوضع الاقتصادي صعب. وتقول تقديرات دولية إن ربع أطفال العراق يعيشون تحت خط الفقر، وإن البنية التحتية مدمرة، وهناك أكثر من 100 ألف منزل مدمر في محافظات نينوى وصلاح الدين.

خطر الطائفية

ويعترف الرئيس "معصوم" بأن الطائفية المذهبية موجودة، وأنها تمثل خطراً حقيقياً، ولكنه يقول إن حدّتها تراجعت بشكل كبير. وهي على حد قوله لا تنتهي بقرار. فيما يعتقد "العبادي" أن العراق نجح في وأد الطائفية السياسية، مبيناً أن الشعب العراقي اليوم أصبح منفتحاً ويرفض الطائفية، وأن السياسي الطائفي يتوارى عن الانظار. من جهته يستغرب "الجعفري" موضوع الطائفية ويقول إن نسبة الزواج بين السنة والشيعة 26.9٪ أي حسب تعبيره واحد من كل أربعة عراقيين من والدين من مذهبين مختلفين. ويضف: "أنا شخصياً من عائلتين سنة وشيعة". وبالفعل فالعراق موازييك من أديان ومذهبيات وأعراف وعشائر مختلفة. ولا تجد في العراق قبيلة أو عشيرة أحادية المذهب، بل كلها بها تعددية المذاهب. ويقول "الجعفري" إن الذين يزرعون الفتنة بن السنة والشيعة ليسوا سنة ولا شيعة. ويرى أن الإعلام بمفهومه الشامل يتحمل مسؤولية مهمة لأن تأثير الكلمة أقوى وأخطر من تأثير الرصاصة.

ولكن بالتأكيد هناك أخطاء وممارسات في الماضي ارتُكبت وأسهمت في إشعال الطائفية. ويقول باسم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي: إن هناك أخطاء وقعت في الماضي أججت الطائفية، ولكننا الآن نتجه إلى الاستقرار، وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. ووصف التعاون بين صانعي القرار بأنه ممتاز، ويذهب باتجاه عنوان جديد هو الاستقرار. والحقيقة في كل اللقاءات مع المسؤولين العراقيين يتحدثون بنغمة متفائلة عن المستقبل، واتفقوا على أن الدولة العراقية بعد هزيمتها "داعش" انتقلت إلى مرحلة جديدة ستركز فيها على التنمية والاقتصاد.

ويعتز العراقيون بأنهم انتصروا على الإرهاب، وهم الذين عانوا من العمليات الإرهابية التي قتلت الألوف، وشلّت الحياة الاجتماعية وعوّقت مسار التنمية. كانت التفجيرات التي تقع في قلب بغداد ومناظر أشلاء الجثث خبراً يتكرر بشكل شبه يومي في نشرات الأخبار. وكان السقوط الأكبر حينما احتل "داعش" ٤٠% من مساحة العراق، وأصبح على أبواب بغداد، يقول حيدر العبادي: وجدنا مستودعات هائلة للأسلحة وتجهيزات عسكرية، وكانت خطتهم هي إدارة التوحش، بحيث يوقعون الرعب في الناس، وتحدث بإسهاب عن وسائل الرعب والإرهاب التي كان يمارسها "داعش"، وقال: لم تكن لدينا الخبرات للتعامل مع هؤلاء؛ لأنها لم تكن حرباً نظامية تقليدية، وعدنا إلى التاريخ ودرسنا الحركات وحروب العصابات؛ حتى نستطيع أن نوجد طريقة للتعامل العسكري مع هؤلاء.

وتعيش العراق شعوراً معنوياً عالياً بعد تغلبها على "داعش" في انتصار أعاد الثقة في القيادة والجيش العراقي، وهي كانت سبباً للاحتفال؛ لأن هذه الهزيمة تعني عودة الحياة الطبيعية، وتحسين حياة الناس، وانطلاق برنامج إعادة إعمار المدن المتضررة. لكن "الجبوري" يقول: نعم انتهينا من مواجهة الإرهاب عسكرياً ولكن ليس فكرياً. فأمامنا تحديات كبيرة، وهذا الفكر المتطرف خطورته أن يستغل النواقص والقصور ويقدّم نفسه كبديل. ويؤيده "العبادي" الذي يقول: من تجربتنا معهم وجدنا أن معظمهم لا علاقة له بالإسلام، وليس لديهم خلفيات إسلامية، ولكنهم ناس جهلة ينقادون بسهولة. ويرصد اللواء سعد الموسوي المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية قصص للإرهابيين وعملية غسيل الأدمغة وأصدرها في كتاب تجنيد الإرهابيين بأساليب غسيل الأدمغة. وتصاب بالحيرة من القصص التي عاني منها العراقيون من تنظيم "داعش" من حرق وقتل وتعذيب واغتصاب، ولذلك كما يقول "العبادي": هم استخدموا أقسى أنواع الوحشية حتى يسقطوا الرعب في المناطق التي لم يدخلوها بعد. وكانوا أحياناً يرسلون شخصاً واحداً إلى قرية، وتسلم نفسها؛ نظراً للفزع والرعب الذي وضعوه في قلوب الناس.

العلاقات السعودية العراقية

وتمثل العلاقات السعودية العراقية محوراً مهماً في تطلعات العراقيين للعودة إلى الحضن العربي وتطوير علاقاتهم مع الدول العربية، ويقول حيدر العبادي: العلاقات السعودية العراقية تتطور بشكل إيجابي، ولدينا المجلس التنسيقي وهو خطوة مهمة في تطوير العلاقات. ودعا إلى التركيز على ثقافة التعايش بين السعودية والعراق، مشدداً على ضرورة التعاون؛ لإنهاء الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة. وتحدث "العبادي" بإعجاب عن الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقال إنها مهمة وفيها جرأة ولديه رؤية واضحة لمشروع متكامل.

ويعزز هذا الحديث رؤية رئيس الجمهورية "معصوم" الذي يقول: إن هناك فرصاً لعلاقات قوية تبنيها مصالح مشتركة، وأضاف أن هناك حدوداً مشتركة كبيرة بين السعودية والعراق، وهناك أرضية موجودة لقيام علاقة متينة، وكذلك العلاقات الاقتصادية؛ فالاستثمار من الأشياء التي تعزز العلاقات وهناك شركات مهمة سعودية تستطيع أن تقوم باستثمارات في العراق، وهذا سيكون لصالح الشعبين. ولا بد من خلق ثقة للمستثمرين في العراق أمنياً وقانونياً. ويضيف أن السعودية لها مكانة خاصة وبها المقدسات الإسلامية وهي دولة مؤثرة، ومن المهم أن تكون لنا علاقات قوية معها، ولذلك كانت أول زيارة لي بعد تسلمي منصب الرئاسة هي للسعودية. فيما يقول "الجبوري" إن العلاقات السعودية العراقية تشهد تطوراً متصاعداً، وأثنى على دور السفير السعودي عبدالعزيز الشمري الذي قال إنه يعمل بشكل رائع لتحسين العلاقات وتقريب وجهات النظر. وكان من الواضح أن العراقيين ينظرون للعلاقات السعودية- العراقية بأهمية استثنائية، وكانت الصحف العراقية خلال فترة الزيارة تركز على الجو الإيجابي في العلاقات بين البلدين، وربما مباراة المنتخب السعودي والعراقي في البصرة التي أقيمت لاحقاً كشفت عن ملمح من محبة العراقيين للشعب السعودي، فحضور نحو ٦٠ ألف متفرج يحملون الأعلام السعودية ويرحبون بالمنتخب السعودي هو تأكيد على عمق العلاقة الشعبية بين البلدين. ولاحقاً أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد لـ"العبادي" دعم السعودية لوحدة بلاده وإعمارها، معلناً عن تبرعه ببناء استاد رياضي في العراق. وأكد فيها الملك أهمية تعزيز العلاقات وروح الأخوة بين البلدين، ودعم الرياض لجهود إعمار العراق ووحدته.

ويرى "الجعفري" أن الأمر الطبيعي هو أن تكون العلاقات السعودية العراقية جيدة، وعدا ذلك فهو أمر طارئ وغير منطقي. وقال إنه يشعر بأن البلدين سيعملان على تطوير هذه العلاقة. وتحدث بإسهاب عن زياراته للسعودية ولقاءاته مع القيادة السعودية، وقال: السعودية قريبة إلى قلبي؛ فلقد أدّيت الحج نحو ١٩ مرة. وتحدث عن أن العراق يظل بلداً عربياً وانتماؤه عربي أولاً وأخيراً. وتلمس هذا التصور لدى القيادات السياسة في الساحة العراقية، ويقول عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة: إن السعودية جارة عربية كبيرة يربطنا معها العروبة والجيرة والإسلام، اليوم نمضي في بناء علاقات متكاملة، وهناك عشائر نصفها في السعودية ونصفها الآخر في العراق، ونحن ننطر إلى انفتاح السعودية على العراق باحترام وتقدير.

ويبدو أن الاستعدادات تجري لفتح معبر عرعر، والذي سيكون له دور مهم في تطوير الحركة التجارية بين البلدين. ويقول الدكتور كاظم العقابي رئيس هئية المنافذ الحدودية: إن منفذ عرعر قد استكملت عمليات تأهيله من الجانب العراقي، وأن السعودية هي الأخرى قد تستكمل عمليات تأهيله من جانبها خلال فترة قصيرة؛ للبدء بتشغيل نقل البضائع والسلع، ولاحقاً سيتم فتح منفذ جميمة.

ويتطلع العراقيون إلى استثمارات القطاع الخاص السعودي، وينظرون إلى الشركات السعودية بأنها قادرة ومهمة على القيام بمشاريع كبيرة. ويقول محمد شياع السوداني وزير العمل والشؤون الاجتماعية ووزير الصناعة بالوكالة: إننا نرحب بالاستثمارات السعودية، وإن العراق حدثت قوانين الاستثمار؛ لخلق بيئة جاذبة للمستثمرين، وإن الاستثمارات مضمونة وعوائدها مغرية، والدولة جادة في محاربة البيروقراطية والفساد.

العراق والخلاف السعودي- الإيراني

وكان من الطبيعي أن يُطرح موضع الخلاف السعودي- الإيراني، خاصة أن العراق لديه علاقات قوية مع إيران. والسعوديون شعروا بقلق تجاه توسع النفوذ الإيراني في العراق، فيما يرى "معصوم" أن الخلاف السعودي- الإيراني ليس خلافاً مذهبياً وإنما خلاف سياسي. وطالب بتخفيف التوتر، وقال: إن الجغرافيا لا يمكن تغييرها، ولذلك يجب أن تتعايش معها. ويرى "العبادي" أن العلاقات مع إيران لن تكون على حساب السعودية، وأن العراق يرغب في إبعاد المنطقة عن المشاكل والحروب، ويحاول أن ينفي الساسة العراقيون تدخل إيران في الشأن الداخلي العراقي، ويقول "العبادي": إن العراق يملك قراره السيادي، وينظر إلى مصالحه، ويبني علاقات متوازنة مع جيرانه. وسبق وأن قال: "هناك انطباع لدى السعودية بأن العراق يتبع إيران، وهناك انطباع لدى عامة الشعب العراقي بأن السعودية تدعم الإرهاب، والانطباعان خاطئان". وأضاف: نحن نسعى لتقريب وجهات النظر في النزاعات بين دول المنطقة، وتلمس في أحاديث السياسيين العراقيين ميلهم إلى تحاشي الدخول في المحاور أو الصراعات السياسية وسياسة النأي بالنفس تعني عدم الاعتداء على الغير أو الوقوف إلى جانب المعتدي الظالم. ولكن أيضاً هي لا تعني السلبية وتجاهل التطورات الخارجية، فيقول "معصوم": إن إرهابيي "داعش" دخلوا من سوريا، وأي تأثيرات تحدث في دول الجوار تؤثر علينا. وربما تكون العلاقات الأمنية بين السعودية والعراق هي التي تقدمت بشكل ملموس، ويقول قاسم الأعرجي وزير الداخلية: إن العلاقات بين السعودية والعراق في الجانب الأمني متقدمة، وهناك تفاهمات لتوقيع اتفاقيات مشتركة، وكشف "الأعرجي" أن التواصل مع السعودية قائم على أعلى مستوى، وأن لديه هو شخصياً اتصال هاتفي مع وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف كل يوم جمعة للتشاور والتفاهم.

محاربة الفساد

ويتفاءل العراقيون بالمرحلة المقبلة بعد انحسار الإرهاب وهزيمة "داعش" بنقلة نوعية في مشاريع الإعمار والتنمية، وتابعوا المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي انعقد في الكويت، وبلغت تعهدات الدول المشاركة في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق نحو 30 مليار دولار. وستكون هذه المساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمّرته الحرب. والحقيقة أن جولة داخل بغداد تكشف أن هناك احتياجاً لمشروع تنمية وتحديث للبنية الأساسية في بلد أنهكته الحروب، ولكن أيضاً اختطفه الفساد، فهناك تقارير تتحدث عن فساد بنحو مئات المليارات من الدولارات، وهناك من يقدرها بنحو ٢٤ مليار دولار منذ أن سقط النظام السابق. ويأتي العراق في المرتبة 166 من أصل 176 للدول الأكثر فساداً في العالم، حسب آخر تصنيف لمنظمة الشفافية الدولية، على الرغم من استحداث أجهزة مختصة مثل هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام وديوان الرقابة المالية. ويتساءل كثيرون كيف لبلد غني يحتل المرتبة الثانية في منظمة الدول المصدّرة للنفط، ويضخ 4.4 مليون برميل يومياً يعيش أزمات اقتصادية، ويبحث عن مساعدات اقتصادية. ويقول "معصوم": مؤتمر الكويت بشكل عام جيد، ونشكر دولة الكويت على قيامها بهذه المهمة. وقلل من أرقام الفساد، وقال: من يقول إن الدولة دخل عليها منذ ٢٠٠٣ نحو ٣٠٠ مليار دولار، وذهبت كلها في الفساد هو يذكر أرقاماً غير منطقية، وهذه المبالغة نتيجة الملاسنة والصراع في الطبقات السياسية. وأضاف: نحو ٦٠% من العراقيين موظفون ويأخذون رواتبهم من الدولة خلاف التعويضات والمشاريع، وهذه هي التي استحوذت على مصاريف الدولة. وقال: نحن نحتاج إلى أن نوفر أجواء الاستثمار من الناحية الأمنية والقانونية. ولا بد أن تكون القوانين واضحة، وهي تستطيع أن تحارب الفساد، وأضاف: نعم هناك فساد، ولكن ليس بهذا الحجم. وأشار إلى أنه لا بد من حماية المستثمر وتشجيعه ليأتي إلى العراق سواء أمنياً وقانونياً، بحيث يكون واثقاً بأن حقه لا يذهب ومضمون. ويبدو أن موضوع الفساد في العراق قضية شائكة حتى إن اتفاق التعاون الذي وقعته حكومة "العبادي" مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تضمن مشاركة مفتشين أممين في التحقيقات حول الفساد. ويرى "العبادي" أن الفساد هو أحد أسباب دخول الإرهاب، ولذلك ينظر إلى محاربة الفساد كأولوية لدى الحكومة العراقية.

لكن العراق يبدو أنه جاد في مشروع تنموي واسع وطرح رؤية بعيدة المدى للتنمية، ويقول وزير التخطيط سلمان الجميلي: إن العراق تهدف من خلال المسارات التي وضعتها في خطط التنمية إلى تحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى عراق آمن ومستقر، مبيناً أن هذه تتمثل في خمسة مسارات أساسية، وهي خطة إعادة الإعمار لعشر سنوات ابتداءً من هذا العام، وخطة التنمية الخمسية 2018 – 2022، واستراتيجية التخفيف من الفقر لنفس المدة، بالإضافة إلى استراتيجية تطوير القطاع الخاص حتى العام 2030، مضيفاً أن جميع هذه المسارات تصب في إطار رؤية العراق ٢٠٣٠ لتحقيق أهدافها التنموية.

نظام المحاصصة

وبدأت تحالفات الانتخابات تتشكل والعالم سيترقب نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة. وربما ستكون أهم انتخابات في العراق منذ سقوط النظام السابق؛ لأنها ستحدد المسار السياسي المقبل للعراق داخلياً وخارجياً. ويرى "معصوم" أنه عند كتابة الدستور العراقي كان هناك أولاً التعددية وثانياً التوازن، بحيث لا يكون مكون من المكونات خارج الحكم. ويضيف أن هذا حمى نظام الدولة، ويستشهد بأنه لم يتمكن حزب حتى الآن من تشكيل حكومة لوحده، وكان لا بد من التحالف مع أحزاب أخرى.

وتشتكي كثير من النخب العراقية من نظام المحاصصة، وتطالب باعتماد منهج الدولة المدنية التي تقوم على احترام حقوق الإنسان. وتعتمد العراق حالياً على نظام المحاصصة؛ إذ يجري تشكيل الحكومات وتوزيع الوزارات بالتوافق بين الكتل الرئيسية من الشيعة والسنة والأكراد، ويعتمد نظام المحاصصة على تقسيم السلطات حسب نسب المكونات الطائفية والإثنية للشعب العراقي. ويرى هؤلاء أن نظام المحاصصة أثبت فشله. ويقول "معصوم": إننا عندما نتحدث عن المحاصصة نتحدث عنها بشكل سلبي، وحتى حينما يتولى أحد مسؤولية وزارة يضع أقرباءه من جماعته في المناصب المهمة، وهذا مرفوض. فالمحاصصة ممقوتة، ولكن الائتلاف ضروري. وهذا تمارسه كل الديمقراطيات. ويضيف: هناك أمر آخر، الكتل الانتخابية الكبيرة السنية أو الشيعية أو الكردية كنت تجد مواقفها الداخلية موحدة. ولذا كان من الصعب إيجاد اتفاق بين أفراد من تكتلات مختلفة. والآن تغير الوضع، فتجد هناك تباينات في الآراء داخل الكتل نفسها. وأعتقد أن هذا شيء جيد أي أننا نتحول إلى دولة المواطنة والتخلص من محاولة استئثار مكون واحد بالحكم.

فيما يتوقع "الجبوري" أن نتائح الانتخابات المقبلة ستسفر عن تشكيل حكومة قائمة على الأغلبية السياسية غير الطائفية. وتمثل الأكراد قضية ساخنة في العراق، ويعاني إقليم كردستان من أزمة سياسية داخلية واقتصادية عقب إجراء استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر الماضي. وهو الأمر الذي نتجت عنه عقوبات من الحكومة الاتحادية ضد الحكومة المحلية للأكراد، بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية البرية كافة إليها. ولاحقاً تم إقرار الموازنة المالية لعام ٢٠١٨ على الرغم من مقاطعة النواب الأكراد للجلسة؛ احتجاجاً على حصة الإقليم، بل إن بعض القوى الكردية طلبت مقاطعة العملية السياسية العراقية بأكملها. لكن كل القيادات العراقية تؤكد أن وحدة العراق خط أحمر، بل الرئيس "معصوم" وهو كردي يقول: لا يمكن تغيير الجغرافيا؛ فمثلاً نتيجة الاستفتاء أتت بأكثر من ٩٥% يؤيدون الاستقلال، لكن كل دول العالم عارضت هذه الخطوة من مفهوم أن لا تغيير في الجغرافيا. ويقول "الحكيم": إن وجود دولة للأكراد خطر؛ لأن هذا يعني أننا نسير في طريق التفتت والانفصال، وكان ممكن أن تتلوها البصرة حيث لديها نفط وسكانها ثلاثة ملايين، وهكذا ستجد أن الدولة تتفتت إلى دويلات، لذلك كان من الصعب الموافقة على خطوة مثل هذه.

التحالفات الجديدة

ويراقب متابعون التحالفات التي تحدث الآن في العراق استعداداً لانتخابات مصيرية في ١٢ مايو المقبل. وهناك قلق وتخوف من تهميش أحد المكونات العراقية على حساب آخر. وتبلغ عدد التحالفات التي جرى تسجيلها ٥٤ تحالفاً، وكل تحالف يضم عدداً من الأحزاب، فيما يبلغ عدد الأحزاب التي سيحق لها التنافس هو ٢٠٥ تم منحها رخصة تأسيس من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. لكن ما أثار تعليقات المتابعين هو دخول نوري المالكي وحيدر العبادي، وكلاهما من قيادات حزب الدعوة بقائمتين مختلفتين، فأطلق الأخير تحالف النصر والإصلاح، ويضم ويضم تكتل "مستقلون" وقوى وشخصيات في عدة محافظات، من بينها الموصل، ويعد وزير الدفاع السابق خالد العبيدي من أبرز الشخصيات في هذا الائتلاف. ويقول "العبادي" إن هذا الائتلاف عابر للطائفية. فيما احتفظ "المالكي" باسم ائتلاف دولة القانون. وهناك ائتلاف الفتح ويضم ١٨ كياناً من أجنحة سياسية من فصائل الحشد الشعبي أهمها منظمة بدر بقيادة هادي العامري. فيما انقسمت القوى السنية بين ائتلاف الوطنية الذي يضم 26 كياناً سياسياً، بينها قوى أبرزها الأحزاب التي يتزعمها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ورئيس الكتلة العربية في البرلمان صالح المطلك ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وهناك ائتلاف سني-سني تحت مسمى تحالف التضامن العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي. في الوقت الذي انقسم فيه الأكراد بشكل غير مسبوق. ويرى حيدر العبادي أن الانتخابات العراقية سوف تجرى في وقتها وليس هناك مجال لتأجيلها، وقال: نلتزم بالعملية السياسية، ونحرص على تقوية القرار السياسي العراقي.

ويقول "الجبوري": لن تكون هناك كتلة تفرض نفسها على الآخرين. وإننا قد نشهد أغلبية سياسية غير طائفية. وأضاف: لا بد لكل المكونات أن تكون مشاركة، ولا يمكن إلغاء أي مكون. وحول دقة الانتخابات قال: لأول مرة نستخدم الهوية البيوميترية بحيث لا يمكن التلاعب أو تصويت بدلاً عن شخص، وهذا سيضمن دقة في علمية التصويت.

ويترقب كثيرون نتائج الانتخابات في حديث عن توافقات سياسية داخلية. والمعروف أن توزيع المناصب رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة مجلس النواب للسنة. ورغم أن هذا التوزيع غير مكتوب في الدستور، وإنما جرى التوافق عليه عرفاً إلا أن هناك تساؤلاً عن الجدوى في استمراره. وهناك حديث عن توجه لتشكيل جبهة سياسية لما بعد الانتخابات. وأياً كانت النتيجة فالعراق ينتقل إلى مرحلة جديدة. وهناك توجه واضح لعراق جديد تكون الغلبة فيه للاستقرار والتنمية وبناء الإنسان.

لقطات

"معصوم": بدأت مذيعاً

الرئيس محمد فؤاد معصوم كان يتحدث مستشهداً بالأمثال الشعبية، ويحلل من منظور فلسفي. وكان يمازح الإعلاميين ويتذكر تجربته في القاهرة، ويقول: أنا إعلامي؛ فقد بدأت حياتي مذيعاً في الإذاعة الكردية في القاهرة. وهو الذي حصل على شهادة بكالوريوس من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، ثم اتجه لدراسة الفلسفة، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في تخصص الفلسفة الإسلامية. وكانت أطروحة شهادة الدكتوراه تحت عنوان "إخوان الصفا: فلسفتهم غايتهم".

وتعمل ابنته جوان معصوم سكرتيرة لدى رئيس الجمهورية، ومستشارة في رئاسة الجمهورية. وقد حرصت على الحضور وتقديم نفسها، وهي التي كانت شغلت منصب وزير الاتصالات في حكومة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري.

"الجعفري": جذوري نجدية

التقينا وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الأشيقر الجعفري في مكتبته بمنزله، ومعروف عنه أنه قارئ وكاتب. وهو في الأساس طبيب تخرج في كلية الطب من جامعة الموصل. ويقول إن أصوله تعود إلى مدينة أشيقر في نجد. وأنه يعتز بذلك. وكان في اللقاء يتحدث ويستشهد بمفكرين وكتاب مختلفين. ويقول: إن الإعلام يتحمل جزءاً من مسؤولية الأوضاع؛ لأن البعض يساهم بتضخيم المشكلة من باب الإثارة. وكان قد ترأس مجلس الوزراء في الفترة ٢٠٠٥ -٢٠٠٦ وهو يتسلم حقيبة الخارجية منذ ٢٠١٣.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org