دعا خطيب جامع الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمزرعته بالجنادرية الشيخ زايد العتيبي، المسلمين لاستغلال أيام الصيام - بعد العبادة - لتهذيب الأنفس والسلوك، وخاصة المدخنين حيث أنه أكبر فرصة قد تساعدهم بعد الاستعانة بالله، لترك هذه الآفة وما في حكمها من العادات السيئة.
وقال الشيخ “العتيبي : “إنه مِنْ فضلِ اللهِ على عبادهِ أنْ جعلَ لهم مواسمَ يعيشون فيها بطريقةٍ مختلفةٍ عمَّا اعتادوه؛ ففي تغييرِ النِّظامِ الحياتي فوائدُ كثيرةٌ على الفردِ والمجتمع، وما شهرُ رمضانَ إلاَّ مثالٌ صريحٌ على هذهِ الهباتِ الرَّبانية؛ حيثُ تعتدلُ طبائعُ النَّاسِ وعاداتُهم ويرتقي السلوكُ البشريُ وتزولُ الضغائنُ ويتقاربُ البعداءُ وتزيدُ حركةُ الإحسانِ وينشطُ أهلُ الخيرِ في أعمالِ البرِ على كلِّ صعيد”.
وأشار إلى أن الصيام يحمل العديد من الرسائل العملية والتربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل ومناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة؛ فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك.
وأضاف أن شهر رمضان يُعَدّ اختبارًا عمليًّا يتعلم المسلم كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره فيه وفيما بعده، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده ومألوفاته، كذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحسن المراقبة لله في كل الأعمال.
ونبه على عادة سيئة وهي عادة التدخين التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم، وهذه العادة فيها من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال.
وقال إن الأبحاث العلمية أكدت أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة، وقد ذكرت الإحصائيات المعلنة عن المصحات الكبيرة أن هناك الملايين في العالم يفتك بهم التدخين سنويًّا، حيث لم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون أمهاتهم!! فكيف تقلع يا من ابتليت بعادة التدخين عنه؟
ونصح خطيب جامع الملك عبدالله من يريد استغلال الصيام في الإقلاع عن التدخين لاتباع أربع خطوات أولها اتخاذ قرار بشكل قاطع وبحلول شهر رمضان بالإقلاع عن التدخين، فإن ذلك كما يقول الله تعالى: "مِنْ عَزْمِ الأُمُور".
وثانيها تحديد موعد للإقلاع عن التدخين، وليكن في أقرب فرصة، ويفضل أن يكون مع صيام أول يوم من رمضان ولا تسمح لنفسك بالتأجيل حتى لا يؤثر ذلك على شخصيتك وقرارك، ثم ثالثاً الابتعاد عن تجمعات المدخنين وعن مصاحبتهم أو الجلوس معهم.
ورابع هذه الخطوات وأهمها هو الاستعانة بالله والدعاء بإخلاص بأن يمنحك القوة والتوفيق لتحقيق ذلك.
وختم الشيخ “العتيبي” رسالته الرمضانية بأن شهر الصيام هو بمثابة دورة تأهيلية لمدة ثلاثين يوماً، فاستعن بالله ثم بها، واعزم وتوكل على الله. جعلنا الله جميعاً من عتقائه في هذا الشهر من النار.