التعليم والصحة بين جاهل ومريض!

التعليم والصحة بين جاهل ومريض!

عندما نتأمل الوزارات الخدمية وما تقدمه للمستفيد نجد أن أصعب المهمات للمستفيد هي على وزارتَيْ التعليم والصحة.

إذ إن التعليم "العام" يغذي العقل، وينميه، وينقيه؛ ليجعله صالحًا ومفكرًا ومنتجًا.

ونجد "الصحة" تعالج الجسم المريض، وتُهيِّئه للحياة الطبيعية، كما تغذيه وقائيًّا حتى لا يقع في المرض؛ فيقعده ويفقده.

ونلحظ أن المستفيد في التعليم جاء ليطلب العلم، ويرفع الجهل عن نفسه، إما شابًّا مراهقًا أو طفلاً وديعًا بريئًا..

ونلحظ أن المستفيد من الصحة مريض، إما عضويًّا أو نفسيًّا.

ولنا أن نتصوَّر أن الوزارتَيْن بين جاهل "نسبيًّا" ومريض!!

فالجاهل لتقدَّم له الخدمة يحتاج إلى مبنى تعليمي ومراحل تعلُّم ونظام ومنهج مكتمل الوسائل والتقنيات والمهارات.. والعطاء اللامحدود من المعلم مع الصبر والتحمُّل لخدمته.

ونجد المريض، سواء مرضًا عضويًّا؛ فيتضح التعامل معه، أو مرضا مجهولاً! وهنا تكمن المشكلة لحاجته إلى الكشف والفحص الدقيق بوسائله وتقنياته، وتأهيل الطبيب ودعمه! أو مرضًا نفسيًّا، وهنا تكمن المهمة الأصعب وما تحتاج إليه من مأوى ومصحة نقية وأجهزة طبية متطورة وعلاج متقدم وفحص دقيق سليم مع كشف مباشر سريع من الطبيب.

فأي تحدٍّ نتحدث عنه أمام المعلم وأمام الطبيب؟..

إنه تحدٍّ عظيم، ومهمة كبيرة، وعمل ضخم.. فلا بد أن نعذر النقص والزلل إن حصل، وأن نقدم النصح في قالب البناء والنماء، وأن نكون يدًا واحدة معهما في الدعم والدفع نحو العطاء والصبر والمصابرة.

أعانهم الله جميعًا، من الوزير إلى المعلم والطبيب، وكل من يساند عملهما.


خالد بن محمد الشبانة

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org