
عند مدخل قرية "ثنقتن" في "ميانمار" توجد لافتة كبيرة، صفراء اللون، تحمل رسالة كراهية تقول: "غير مسموح للمسلمين بالبقاء.. غير مسموح للمسلمين باستئجار المنازل.. لا زواج من مسلمين".
وقد عمل على وضع هذه اللافتة السكان البوذيون في إحدى قرى منطقة "دلتا إيراوادي" الخصبة في "ميانمار"، في إشارة على أنهم يريدون العيش منفصلين، بحسب ما أوردته صحيفة "غارديان" البريطانية.
وحذت بضع قرى أخرى في أنحاء ميانمار حذو هذه القرية مما يؤكد سلوك هذه القرى العدواني تجاه المسلمين، والتي تعكس أفعالها وكأنها بؤر استيطانية صغيرة من "البوذيين فقط"، و "ميانمار" تلك الدولة وليدة التجربة مع الديمقراطية، ينجرف سكانها نحو التوترات الدينية بشكل مخيف.
وبعد عقود من الحكم العسكري دخلت ميانمار عهدا جديدا، وعلى الرغم من أن مستشارة الدولة أونغ سان سو كي، وهي زعيمة الحزب الحاكم في ميانمار، تتولي إدارة البلاد رسميا لاتزال المؤسسات الرئيسية تحت سيطرة الجيش وما يزال يصر القوميون في البلاد على أن الأقلية المسلمة في البلاد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من بنغلاديش، وهذا الإصرار تعززه المستشارة سو كي التي يصفها البعض بأنها نسخة أخرى من المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية "دونالد ترامب" الذي طالب مرارا بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أنه في الشهر الماضي احتشد العشرات خارج السفارة الأميركية في مدينة يانغون لمطالبة الدبلوماسيين الامريكان بالتوقف عن استخدام كلمة "روهينغا" لوصف الملايين من المسلمين المتكدسين في معسكرات النزوح الداخلي والقرى في غرب ميانمار.
ولايزال نحو 125 ألف شخص من الروهينغا مُشردين، ويواجهون العديد من القيود على السفر، ويقيمون في مخيمات منذ اندلاع القتال في ولاية الراخين بين البوذيين والمسلمين في عام 2012، إذ فر الألوف من الاضطهاد والفقر في مراكب متهالكة إلى عرض البحر.