
أعربت الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بسعي فنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على الرغم من التحذيرات الروسية إزاء تلك الخطوة.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، عن تأييدهما لانضمام بلدهما إلى حلف الناتو، وقالا: "كعضو في الناتو، ستعمل فنلندا على تعزيز التحالف الدفاعي بأكمله، ونأمل أن يتم اتخاذ الخطوات الوطنية التي لا تزال ضرورية لاتخاذ هذا القرار بسرعة في غضون الأيام القليلة المقبلة".
وفي تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية صامويل وربرغ: إن "لكل دولة الحق في اختيار مسارها الخاص وتحالفاتها الخاصة، والانضمام لحلف الناتو هو قرار بين الـ30 حليفًا في الناتو والدولة التي تطمح أن تنضم إليه، ولا يمكن لأحد آخر أن يتدخّل في هذا الشأن".
وشدّد على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تلتزم بضمان أن تظلّ سياسة الباب المفتوح لحلف الناتو متاحة للدول الطامحة أن تنضم إليه عندما تكون جاهزة وقادرة على الوفاء بالتزامات العضوية والمساهمة في الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية.
ولفت وربرغ إلى أن فنلندا والسويد شريكان مقربان ومهمان للولايات المتحدة والناتو، مضيفًا: "نحن لا نزال ملتزمين بشدة بتعزيز تعاوننا الدفاعي والأمني الثنائي".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن تعزيز التعاون الدفاعي للناتو مهم بشكل خاص في ضوء المخاوف الأمنية الأوروبية التي أحدثتها العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ودفعت العملية العسكرية التي شنّتها روسيا في أوكرانيا إلى تغير تاريخي في مواقف فنلندا بشأن الانضمام لحلف الناتو، والتي بدأت تناقش هذا الأمر منذ أسابيع، في خطوة تثير غضب موسكو.
وأكد الكرملين، الخميس، أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو يشكل "تهديدًا" لروسيا، معتبرًا أن هلسنكي قررت الانضمام إلى الدول الأوروبية التي اتخذت موقفًا عدائيًّا تجاه روسيا.
ونتيجة لتلك التحذيرات أشار الأمين العام لحلف الناتو مؤخرًا إلى أن الحلفاء سيرحبون بالسويد وفنلندا في حلف الناتو بشكل سلس وسريع.
وبقيت فنلندا محايدة خلال الحرب الباردة، في مقابل تأكيدات من موسكو بأن القوات السوفياتية لن تغزو أراضيها.
وما تزال فنلندا واحدة من دول الاتحاد الأوروبي القلائل التي لم تُنه التجنيد الإجباري، أو تخفض الإنفاق العسكري بدرجة كبيرة، رغم انتهاء الحرب الباردة.
وانضمت الدولة، التي يبلغ عدد سكانها 5.5 ملايين نسمة، إلى الاتحاد الأوروبي، وهي تقيم شراكة وثيقة مع الناتو لا سيما في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والموارد.