رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن، التهديدات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإشعال حرب مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"؛ بينما كان الرئيس الأمريكي يجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البيت الأبيض.
وقال "بايدن": "لا أقبل بأن استخدام أوكرانيا لصواريخ ستورم شادو المصنوعة في الغرب لقصف أهداف في روسيا سيُعتبر عملًا حربيًّا من قِبَل الناتو ضد موسكو".
واجتمع كبار مسؤولي السياسة الخارجية مع "بايدن" و"ستارمر" في الغرفة الزرقاء في البيت الأبيض، وفي بداية الاجتماع، قاطع جيمس ماتيو من "سكاي نيوز" الرئيس الأمريكي بسؤال: "ماذا تقول لتهديد فلاديمير بوتين بإشعال الحرب؟" فانتهره بايدن قائلًا: "كن هادئًا، سأتكلم أنا، هل هذا واضح؟ لا أفكر كثيرًا في فلاديمير بوتين".
وبعد القمة، قال "ستارمر": "إن الاجتماع لم يكن حول قرار معين بشأن صواريخ ستورم شادو، لقد أجرينا مناقشات طويلة ومثمرة حول عدد من القضايا، بما في ذلك أوكرانيا -كما هو متوقع- والشرق الأوسط والمحيط الهندي والهادئ، والتحدث بشكل استراتيجي عن القرارات التكتيكية".
ومع ذلك، أشار "بايدن" إلى أن الموضوع نوقش بين الزعيمين وفريقيهما. وردًّا على سؤال صاح به أحد الصحفيين حول مدى استعداده للسماح لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ إلى عمق روسيا، قال بايدن: "سنناقش ذلك الآن".
ووصل "ستارمر" من لندن الخميس لعقد اجتماع عملٍ وسط تصاعد التوترات مع الكرملين بعد أن أشارت المملكة المتحدة إلى أن الولايات المتحدة وافقت على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لقصف روسيا.
وصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، التي تصنعها شركة أوروبية، يمكنها ضرب أهداف تبعد 190 ميلًا على الأقل، وتريد أوكرانيا استخدامها لقصف القواعد الجوية ومواقع الصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى في قلب روسيا.
وقبل ذلك، أعلنت روسيا أنها ألغت اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين في موسكو بتهمة التجسس، وذكرت وكالة "إف إس بي" الروسية للتجسس المحلي أنها تصرفت بناءً على وثائق تظهر أن جزءًا من وزارة الخارجية كان يساعد في تنسيق ما أسمته "تصعيد الوضع السياسي والعسكري" في أوكرانيا.
وكانت الحكومة البريطانية قد طردت الملحق العسكري الروسي في مايو؛ متهمة إياه بأنه ضابط استخبارات غير معلن، وألغت الوضع الدبلوماسي لعدد من المباني الروسية المملوكة في المملكة المتحدة.
وذكر البيت الأبيض أن الاجتماع بين "بايدن" و"ستارمر" عُقِد بناءً على طلب المملكة المتحدة. وبعد اجتماع قصير بين الزعيمين، لم يتم تحديد موعد لعقد مؤتمر صحفي.
وعملت الحكومة البريطانية لعدة أيام على تهدئة التوقعات بشأن إعلان عام حول استخدام صواريخ "ستورم شادو" في أوكرانيا؛ على الرغم من أن المناقشات دفعت بوتين إلى التحذير يوم الخميس من أن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ غربية الصنع بعيدة المدى سيُعتبر عملًا حربيًّا من قِبَل الناتو ضد روسيا.
وظل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضغط منذ أشهر للسماح باستخدام هذه الصواريخ، بما في ذلك خلال المحادثات التي أجراها هذا الأسبوع مع لامي وبلينكين.
وتشير المصادر البريطانية إلى أن لندن وواشنطن قررتا السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، لكنهما غير مستعدتين بعدُ للإعلان عن ذلك. ويضيف المسؤولون الغربيون أن نشر الصواريخ يجب أن يكون جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى محاولة إنهاء الحرب الشاملة.
وتوسل "زيلينسكي" إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتسريع العملية والسماح لكييف بجعل الحرب "أكثر صعوبة على روسيا".
ويشعر القادة الأوكرانيون بالإحباط الشديد لأن الكرملين قادر على شن ضربات صاروخية مميتة في جميع أنحاء أوكرانيا، في حين أنهم غير قادرين على استهداف المواقع في روسيا لأن الأسلحة المتاحة مصنوعة في الغرب، وحتى الآن لم توافق الحكومات الغربية على مثل هذا الاستخدام.
وتصنع صواريخ "ستورم شادو" شركة تسيطر عليها المصالح البريطانية والفرنسية والإيطالية، وبعض مكوناتها مصنوعة في الولايات المتحدة؛ مما يعطي البلدان الأربعة حق النقض على استخدامها. ولدى أوكرانيا قدرة محدودة فقط على صنع صواريخ بعيدة المدى خاصة بها.
وقالت السفارة الروسية في لندن: "إن بريطانيا تهدر الأموال في دعم أوكرانيا، وأن أي أسلحة يتم التبرع بها من المرجح أن تذهب هباءً، وأن سياسة مساعدة كييف لن توفر أي راحة للبريطانيين العاديين الذين يستعدون لشد أحزمتهم مع اقتراب الشتاء".