أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، اليوم (الأربعاء) عن إحباطه من تقديم حركة "حماس"، تغييرات عديدة على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، وهو تطور يلقي بظلال من الشك على احتمالات تأمين الصفقة التي تأمل الولايات المتحدة أن تضع نهاية دائمة للحرب بسرعة.
وقال "بلينكين" في مؤتمر صحفي في الدوحة: "بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك، بل وتتجاوز المواقف التي اتخذتها حماس من قبل".
وعلى عكس المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى "سي إن إن" في وقت سابق، لم يذهب "بلينكين" إلى حد وصف رد "حماس" بأنه رفض للاقتراح، وذكر أن الفجوات يمكن تجاوزها.
ولم يخض وزير الخارجية الأمريكي في تفاصيل محددة حول التغييرات، لكنه استمر في إلقاء اللوم الحصري على "حماس" في عرقلة الصفقة - وإطالة أمد معاناة الفلسطينيين في غزة - وليس على إسرائيل.
وقال "بلينكن": "قبلت إسرائيل الاقتراح كما هو"، على الرغم من التصريحات العلنية المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي بدت وكأنها تشكك في موافقته على الاقتراح.
وأضاف: "كان بإمكان حماس الرد بكلمة واحدة - نعم".
وتابع: "في مرحلة ما من المفاوضات - التي استمرت لفترة طويلة - تصل إلى نقطة حيث إذا استمر أحد الجانبين في تغيير مطالبه، بما في ذلك تقديم مطالب والإصرار على إجراء تغييرات على أشياء كان قد قبلها بالفعل، فيجب عليك أن تتساءل عما إذا كانوا يتصرفون بحسن نية أم لا".
واختتم "بلينكين" حديثه قائلاً: "لقد حان الوقت للتوقف عن المساومة وبدء وقف إطلاق النار. الأمر بهذه البساطة".
من جانبه، وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان العديد من التغييرات التي اقترحتها حماس بأنها "ثانوية وغير متوقعة"، لكنه قال: "إن بعضها يختلف بشكل أكبر من حيث الجوهر عما ورد في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وبيّنت مصادر دبلوماسية لـ"سي إن إن" أن رد "حماس" تضمن تعديلات على الاقتراح الإسرائيلي، بما في ذلك جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "إن الأهداف تتغير في رد حماس، وإن المجموعة تضغط الآن من أجل المزيد من التحديد أكثر من أي وقت مضى".
واعتبر المسؤول أن "طلبات حماس ستقوض في نهاية المطاف الطبيعة المرحلية للاقتراح الذي يرتكز عليه الاتفاق، وسيكون من الصعب الحصول على موافقة إسرائيل على أن وقف إطلاق النار سيصبح تلقائياً دائماً".
وقدمت "حماس" ردها على اقتراح وقف إطلاق النار متعدد المراحل والإفراج عن الرهائن إلى الوسطاء أمس. ووفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخارجية، أرسل "بلينكين"، الذي كان في عمان في ذلك الوقت، اثنين من كبار الموظفين المسافرين معه لاستلام رد "حماس" من رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذي كان أيضاً في العاصمة الأردنية.