وُجهت اتهامات خطيرة لمسؤول في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي أيه" يُدعى أسيف رحمن، لتورطه في تسريب وثائق سرية للغاية تتعلق بخطط عسكرية إسرائيلية محتملة ضد إيران. هذه الوثائق، التي أُعدت من قبل وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية، تحتوي على معلومات حساسة للغاية حول تفسيرات الصور الفضائية، مما يلقي الضوء على احتمال شن إسرائيل هجومًا على إيران.
وبدأت الوثائق المسربة في الانتشار على تطبيق تيليجرام في الشهر الماضي، مما أثار قلقًا كبيرًا لدى المسؤولين الأمريكيين. وقد صرحوا سابقًا أنهم لم يتمكنوا من تحديد مصدر التسريب، وأنهم يبذلون جهودًا حثيثة للعثور على الشخص المسؤول عن هذا التسريب الخطير. ووفقًا لوثائق المحكمة، فإن "رحمن"، الذي كان يعمل في الخارج لصالح وكالة المخابرات المركزية، كان لديه تصريح أمني سري للغاية، مما يمنحه إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة ومقسمة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" في الشهر الماضي أنه يجري تحقيقًا شاملًا في هذه القضية، مؤكدًا على تعاونه الوثيق مع وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات. وقد تم اعتقال "رحمن" يوم (الثلاثاء) في كمبوديا، وتم نقله إلى محكمة فيدرالية في غوام لمواجهة التهم الموجهة إليه. يواجه رحمن تهمتين خطيرتين هما الاحتفاظ المتعمد ونقل معلومات دفاعية وطنية، وهي انتهاكات لقانون التجسس الذي يحظر الاحتفاظ غير المصرح به بمعلومات حساسة قد تضر بالولايات المتحدة أو تساعد عدوًا أجنبيًا.
تُعتبر المعلومات الواردة في الوثائق المسربة سرية للغاية، حيث تسلط الضوء على خطط إسرائيلية محتملة للانتقام من إيران بسبب هجوم صاروخي وقع في وقت سابق من هذا العام. وتفاصيل هذه الوثائق تتضمن تفسيرات الصور الفضائية التي توفر نظرة ثاقبة حول احتمال شن إسرائيل ضربة عسكرية على إيران. وقد أثارت هذه الوثائق قلقًا كبيرًا لدى المسؤولين الأمريكيين، حيث إنها قد تكشف عن معلومات حساسة حول قدرات إسرائيل العسكرية وخططها الاستراتيجية.
ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على هذه القضية، مما يدل على حساسيتها الشديدة. وقد أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي على أهمية التحقيق في هذه القضية، مشيرًا إلى أن تسريب المعلومات السرية قد يضر بالأمن القومي الأمريكي. كما أن وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات يتعاونان بشكل وثيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي للعثور على مصدر التسريب ومنع أي تسريبات مستقبلية.
وتسريب هذه الوثائق السرية قد يكون له تداعيات خطيرة على العلاقات الدولية، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط. فمن شأن الكشف عن خطط إسرائيل العسكرية أن يثير التوترات بين الدول، وقد يؤثر على التوازنات الاستراتيجية في المنطقة. كما أن تسريب المعلومات السرية قد يقوض الثقة بين الحلفاء، ويهدد التعاون الاستخباراتي والأمني بين الدول.
وتُعتبر قضية تسريب الوثائق السرية المتعلقة بخطط إسرائيل العسكرية قضية حساسة للغاية، حيث إنها تكشف عن معلومات سرية قد تؤثر على الأمن القومي للعديد من الدول. إن التحقيق الجاري من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية يهدف إلى تحديد مصدر التسريب ومحاسبة المسؤولين عنه. إن حماية المعلومات السرية والحفاظ على أمن الدول هو أمر بالغ الأهمية، ويجب على جميع الأطراف المعنية التعاون لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.