يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بقوة أكبر من أي وقت مضى، حيث يستعد لبدء ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة مدعومًا بحزب جمهوري أعيد تشكيله على صورته. لقد نجح ترامب، خلال السنوات الثماني الماضية، في إعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي بشكل جذري، وأصبح الآن في موقع أقوى بكثير مما كان عليه في ولايته الأولى.
مع وجود حلفاء موالين له في جميع أنحاء واشنطن، يستعد ترامب لمواجهة عدد أقل من العقبات والقيود التي واجهها خلال ولايته الأولى. لقد عمل حلفاؤه بجد لضمان أن تكون إدارته الثانية أكثر ولاءً وتناغمًا مع رؤيته السياسية، مما يخلق بيئة مواتية لتحقيق أهدافه.
لقد تحول الحزب الجمهوري بشكل كبير خلال فترة ترامب في السلطة، وأصبح أكثر انسجامًا مع أجندته القومية. لقد حل محل المشرعين الجمهوريين الذين قاوموه في السابق بتشريعات أكثر ولاءً وتأييدًا لسياساته. إنهم الآن أكثر استعدادًا للوقوف إلى جانبه ودعم أجندته، مما يضمن له قاعدة قوية في الكونغرس.
نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، هو أحد أبرز الداعمين لترامب وفلسفته القومية. لقد أمضى فانس مسيرته السياسية القصيرة في الدفاع عن ترامب على تلة الكابيتول، مما يجعله اختيارًا مثاليًا لترامب. إن خبرته السياسية وولائه لترامب يضمنان ولاءً أكبر في المنصب الثاني، مما يعزز وحدة الإدارة، وفقاً لـ"رويترز".
وساعدت الهيئة القضائية المحافظة، التي عين ترامب ثلاثة قضاة فيها، في تعزيز موقفه القانوني بشكل كبير. لقد خففت المحكمة العليا من القيود القانونية التي كانت مقيدة للرؤساء السابقين، مما منح ترامب حصانة واسعة من الملاحقة الجنائية. إن قرار المحكمة العليا في يوليو، الذي منح الرؤساء حصانة من الملاحقة الجنائية، يمنح ترامب شعورًا بالتمكين والثقة.
لقد تم بالفعل تسليم انتصارات قانونية مهمة لترامب، مما يضمن له ولاية ثانية أكثر سلاسة. على سبيل المثال، في يوليو، أسقط قاضي المحكمة الجزائية الأمريكية أيلين كانون القضية الفيدرالية التي تتهم ترامب بالتعامل بشكل غير قانوني مع الوثائق السرية بعد مغادرته المنصب. إن هذه الانتصارات القانونية تعزز موقف ترامب وتجعله أكثر ثقة في مواجهة أي تحديات قانونية محتملة.
ويتمتع ترامب بدعم شعبي واسع النطاق، حيث فاز بالتصويت الشعبي للمرة الثانية، وهو إنجاز لم يحققه أي مرشح جمهوري منذ عام 1988. إن شعبيته بين الناخبين الجمهوريين مرتفعة للغاية، حيث أظهر استطلاع أجرته "رويترز/إيبوس" في أواخر أكتوبر أن ما يقرب من تسعة من كل عشرة ناخبين جمهوريين ينظرون إليه بشكل إيجابي.
هذا التفويض الشعبي القوي يمنح ترامب ثقة كبيرة في تنفيذ أجندته. على الرغم من أن الديمقراطيين قد يفوزون بالسيطرة على مجلس النواب، مما قد يسبب بعض العقبات التشريعية، إلا أن ترامب يتمتع بأغلبية قوية في مجلس الشيوخ، مما يضمن له القدرة على تمرير تشريعاته وتعييناته. إن سيطرته على مجلس الشيوخ تعني أنه يمكنه تجنب العقبات التي واجهها في ولايته الأولى، مما يضمن له سلاسة أكبر في تنفيذ سياساته.
لقد أمضى حلفاء ترامب الأشهر الماضية في فحص المرشحين لمناصب إدارته، بهدف ضمان شغل المناصب الرئيسية من قبل أشخاص موثوقين وموالين. إنهم يسعون إلى بناء فريق قوي وموثوق به لدعم أجندة ترامب وتنفيذ رؤيته، ومع وجود أغلبية قوية في مجلس الشيوخ، من المتوقع أن يواجه ترامب وقتًا أسهل في تأكيد مرشحيه لمجلس الوزراء.
إن ترامب، الذي يبدأ ولايته الثانية، يمتلك الآن الأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ أجندته دون عوائق كبيرة. لقد تمكن من بناء تحالف قوي في واشنطن، مما يضمن له ولاية ثانية أكثر نجاحًا وتأثيرًا. مع وجود حلفاء موالين في جميع أنحاء الحكومة، يستعد ترامب لمواجهة تحديات أقل وفرصًا أكبر لتحقيق أهدافه السياسية.