تسببت مسيّرة لبنانية أطلقها حزب الله نحو إسرائيل في إدخال الهلع والذعر في قلوب ملايين الإسرائيليين، ودفعتهم دفعًا إلى الملاجئ للاحتماء منها، ومما يمكن أن تتسبب فيه من أضرار، وقبلها هاجمت مسيّرة أخرى منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحول مفاجئ في استراتيجيات الصراع بين حزب الله وإسرائيل.
وباتت مشاهد ذعر الإسرائيليين واختبائهم من المسيّرات التي يطلقها حزب الله مشهدًا مألوفًا ولا سيما منذ بدء التصعيد بين الطرفين قبل أسابيع، فتلك المسيّرات تتخطى الدفاعات الإسرائيلية الجوية، وتصيب أهدافها أحيانًا، وفي أحيان أخرى تتسبب في الذعر وإرهاق الدفاعات الإسرائيلية التي تلاحقها لتدميرها قبل إصابة أهداف حيوية.
التخطي شبه الدائم لدفاعات إسرائيل بات شيئًا مزعجًا لقادة الاحتلال، الأمر الذي دفع الكاتب الإسرائيلي نيتسان سادان إلى التساؤل عن السر في ذلك في مقال له بصحيفة "كالكاليست" العبرية في شهر يونيو الماضي، أرجع فيه الأسباب إلى إطلاقها من مدى قريب جدًا من إسرائيل؛ لذلك لا تستطيع الدفاعات الجوية اكتشافها.
وأسهب الكاتب الإسرائيلي في ذكر الأسباب الأخرى، ومنها أن تلك المسيّرات تتمتع بحجم جعلها شبه خفية، فضلاً عن المادة التي تصنع منها، مما يجعل من الصعب كشفها أو اعتراضها، وذلك في الوقت الذي تعمل أجهزة الرصد الإسرائيلية من خلال تغطية مناطق مختلفة بوساطة عدة رادارات تغطي مناطق بعضها بعضًا.
ويرى "سادان" أن المسيّرات اللبنانية تطير على مستوى منخفض ما يجعلها تختفي خلف انحدار الأرض لفترة أطول، كما أنها تدخل الطبيعة الطبوغرافية اللبنانية كجزء من الأسباب، حيث يمكن لأجهزة الكشف وتقنيتها الحديثة أن تكتشف معظم الهجمات الجوية من جميع الاتجاهات، ولكن إلى الآن لا تستطيع الرصد عبر المناطق الجبلية التي على الحدود اللبنانية، والتي تعد منطقة مثالية للمسيّرات؛ حيث تعمل تضاريس الأرض على تشتيت الترددات، ويصبح التتبع أكثر صعوبة.
وبطبيعة الحال شكلت مسيّرات حزب الله صداعًا في رأس الإسرائيليين يقض مضجعهم، بعد أن باتت سلاحًا مهمًا في يد الميليشيا اللبنانية المسلحة يهدد حياة سكانهم في كل وقت وحين، ما دفع صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إلى إفراد تقرير طويل عن أنواع تلك المسيّرات ومدى خطورتها.
ومن بين أبرز تلك الأنواع التي رصدها تقرير الصحيفة الإسرائيلية:
وهي مسيّرات استخدمت في البداية للمراقبة، قبل أن تحولها إيران وحزب الله إلى مسيّرات هجومية قتالية أشبه بصواريخ كروز، بحسب تعبير الصحيفة العبرية. ويطلق على هذه النوعية من المسيّرات "الذخائر المتسكعة"؛ وذلك لأنها يمكنها التحليق فوق الأهداف الموجهة إليها.
وهي طائرات إيرانية في الأصل، تعتمد على نماذج طائرات أبابيل ومهاجر الإيرانية، وطورها حزب الله عبر السنين، لتصبح على ما هي عليه الآن، ويمكن لهذه المسيّرات حمل نحو 40 كيلوجرامًا من الذخائر، تصل إلى مدى يناهز 120 كيلومترًا.
تُعد تلك الطائرة الطراز الرئيس الذي تصدره إيران من طائرة "كاميكازي"، وتزن نحو 200 كيلوجرام، ويبلغ طول جناحيها 2.5 متر، فيما يصل طولها إلى 3.5 مترات. وتتميز هذه المسيّرة بسهولة إطلاقها، إذ تزود برأس حربي في المقدمة، فيما يسهل نقلها وحملها، حيث يمكن حملها في حاوية شحن.