قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن المحققين الكنديين يتعقبون حطام الجسم الطائر الغامض الذي أسقطته مقاتلات أمريكية فوق أراضي يوكون. وقال كبير مشرعي مجلس الشيوخ الأمريكي إن الجسم، وشيئًا آخر، أُسقطا قبالة ساحل ألاسكا، وبدا أنهما منطادان، وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية".
وتفصيلاً، أوضح "ترودو" أن فرق البحث تعمل على الأرض، وتتطلع إلى العثور على الجسم وتحليله، فيما لم يشر إلى ماهية الجسم، ولكنه قال إنه "مثَّل تهديدًا منطقيًّا لأمن الرحلات الجوية المدنية". مضيفًا بأن "أمن مواطنينا أولويتنا القصوى. وذلك سبب اتخاذي قرار إسقاط ذلك الجسم الغامض".
وأُغلق المجال الجوي فوق بحيرة ميشيغان بشكل مؤقت لدواعٍ دفاعية قبل إلغائه بعدها بقليل، بحسب بيان إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، فيما ورد تحذير في البيان من أن الطيارين الذين سينتهكون التقييدات سيكونون عرضة للاعتراض والاعتقال.
ودخلت أمريكا الشمالية حالة تأهب مرتفعة بسبب حالات اقتحام لمجالها الجوي عقب ظهور منطاد صيني أبيض ولافت للنظر في الأجواء الأمريكية هذا الشهر؛ إذ تسبَّب المنطاد الذي بلغ طوله 60 مترًا، واتهمت واشنطن بكين باستخدامه للتجسس على الولايات المتحدة، في حادث أدى إلى إلغاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن رحلة مخططًا لها إلى الصين قبل ساعات فقط من الوقت الذي كان مقررًا لإقلاعه.
وأغلق المسؤولون الأمريكيون المجال الجوي مرتين في 24 ساعة قبل أن يعاودوا فتحه سريعًا.
وأغلقت إدارة الطيران الاتحادية المجال الجوي أمس الأحد فوق بحيرة ميشيغان بعد أن نشر الجيش الأمريكي طائرات مقاتلة في مونتانا؛ للتحقيق في حالات اختراق لسرعة الرادار هناك.
ومع تركيز مسؤولي الجيش والمخابرات حديثًا على التهديدات الجوية، أُسقط جسمان طائران آخران على الأقل فوق أمريكا الشمالية خلال مطلع الأسبوع.
وقال تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، في مقابلة مع محطة إيه.بي.سي التلفزيونية: إن مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين يعتقدون أن الجسمَين الطائرَين، اللذين أُسقط أولهما فوق البحر المتجمد بالقرب من ديدهورس بولاية ألاسكا يوم الجمعة، ودُمر ثانيهما فوق يوكون السبت، كانا منطادَين. مضيفًا: "يعتقدون أنهما (منطادان) كذلك، أجل، ولكن أصغر كثيرًا من الأول".
وقال البيت الأبيض إن الجسمَين المسقطَين حديثًا "لم يشبها من قريب" المنطاد الصيني، مكررًا وصف شومر للجسمَين بأنهما "أصغر كثيرًا".
وقال شومر إنه واثق من أن المحققين الأمريكيين الذين يمشطون المحيط قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا لاستعادة الحطام والأجهزة الإلكترونية من المنطاد الأصلي سيخلصون إلى سبب استخدام المنطاد.
وأضاف: "يُحتمل أن نستطيع جمع جميع أجزاء منطاد المراقبة الكامل هذا، وأن نعرف بالضبط ما يجري".
وربما يواجه المحققون الكنديون الذين يحاولون جمع أجزاء ما أُسقط فوق يوكون تحدياتهم الخاصة؛ إذ إن يوكون منطقة يندر فيها السكان في أقصى شمال غرب كندا المتاخم لولاية ألاسكا. وربما يكون البرد قارسًا في الشتاء، ولكن درجات الحرارة معتدلة على نحو غير معتاد في هذا الوقت من العام؛ وهو ما من شأنه تسهيل جهود استعادة الحطام.
وقال مايكل مكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، متحدثًا لمحطة فوكس نيوز، إن المنطاد الذي أُسقط فوق ساحل ساوث كارولاينا كان في مهمة للحصول على صور لمواقع نووية أمريكية حساسة.
وأضاف: "يريدون الحصول على صور، والحصول على معلومات عن قدرتنا العسكرية، وبالتحديد النووية".